قال مسؤولون إن قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني يساعد القوات المسلحة والمليشيات بالعراق في إطار استعداداتهما لمحاربة الجماعات المسلحة التي تتقدم في أنحاء عديدة من البلاد. ونقلت وكالة أسوشيتد برس للأنباء عن مسؤولين بأجهزة الأمن العراقية أن الجنرال سليماني ظل يعقد مشاورات في العراق حول كيفية صد هجوم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. ورأت الوكالة -ومقرها نيويورك- أن وجود سليماني في العراق دليل على تورط إيران العميق في الأزمة المحتدمة في جارتها الغربية. وقد أبدت واشنطن رغبة في التعاون مع إيران لمساعدة الحكومة العراقية على التصدي للجماعات المسلحة. وتجيء هذه الرغبة من الولاياتالمتحدة بعد سنوات من سعيها للحد من نفوذ طهران في بغداد، وذلك في تحول مثير ومفاجئ لم يكن متوقعاً قبل أسابيع قليلة، وفق أسوشيتد برس. وفي مؤشر على إحساس واشنطن بخطر ما يجري بمنطقة تمور أصلاً بأحداث عنف، قال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما اجتمع مع فريقه لشؤون الأمن القومي أمس لمناقشة ما وصفه بالخطر المحدق على بغداد من مسلحي تنظيم "الدولة" وإنه سيستمر في التشاور معه الأيام القادمة. كما أبلغ أوباما الكونغرس أن الولاياتالمتحدة سترسل نحو 275 عسكرياً للعراق لتقديم الدعم والحماية للمواطنين الأمريكيين والسفارة الأمريكية في بغداد. وقال أيضا إن هذه القوة ستبقى هناك حتى يتحسن الوضع الأمني في العراق. وأوردت وكالة رويترز أن أوباما استعرض أثناء الاجتماع خيارات العمل العسكري دعماً لحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، لكنه لم يتخذ قراراً بخصوص رد أميركي على هجوم المسلحين المباغت الذي يهدد بتمزيق أوصال البلاد. وجعل الرئيس الأميركي القيام بأي عمل بالعراق مشروطاً باتخاذ المالكي خطوات لتوسيع حكومته. من ناحية أخرى، قالت ماري هارف نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إن بلادها وإيران عقدتا "اجتماعاً مقتضباً" بشأن أزمة العراق، وذلك على هامش اجتماع مجموعة "خمسة زائد واحد" في فيينا. وأضافت هارف أنه لم يتحدد بعد "ما إذا كنا نريد مواصلة التفاوض بخصوص العراق". من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مقابلة مع قناة "ياهو نيوز غلوبال" الإخبارية إن واشنطن منفتحة على التعاون مع إيران عسكرياً بالعراق لكبح جماح العنف، والحفاظ على وحدة هذا البلد والقضاء على من وصفهم بالإرهابيين الدخلاء الذين يريدون تمزيقه. وأضاف كيري "دعونا ننظر إلى ما قد ترغب أو لا ترغب إيران في فعله قبل أن ندلي بأي تصريحات" موضحاً أن ما يحدث في العراق يمثل "خطراً على وجوده نفسه". كما جدد الدعوة لضرورة تبني الحكومة العراقية نهجا تعدديا في الحكم يعتمد على إشراك جميع الأطياف السياسية لتقديم برنامج شامل للإصلاح السياسي لاستعادة ثقة الشعب العراقي.