أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن 275 جندي أمريكي هم الآن في صدد الانتشار في العراق لحماية السفارة الأمريكية في بغداد والمواطنين الأمريكيين الموجودين فيها، فيما قال مساعدون في الكونغرس إن البيت الأبيض يعد اقتراحا بتحويل بعض الأموال التي كانت مخصصة لاستخدامها في أفغانستان إلى عمليات عسكرية محتملة في العراق. وكانت الخارجية أعلنت ارسال هذه التعزيزات الأمنية الأحد الماضي، ولكنها لم تحدد حجمها. كما اعلنت عن تدابير احترازية اخرى تشمل نقل بعض من طاقم السفارة في بغداد الى اماكن اخرى داخل العراق وخارجه، وذلك بسبب "حال انعدام الاستقرار والعنف في بعض أنحاء العراق". وقال اوباما في رسالة الى قادة الكونغرس انه "اعتباراً من 15 جوان الجاري، بدأ حوالي 275 جندي الانتشار في العراق لتعزيز امن الموظفين الامريكيين والسفارة الأميركية في بغداد". وأضاف ان "هذه القوة نشرت لحماية المواطنين الأمريكيين والمباني الأميركية، إذا لزم الامر، وهي مجهزة للقتال"، مشيراً الى ان هذه القوة ستبقى في العراق "الى ان ينتفي مبرر وجودها على الصعيد الامني". واجتمع أوباما مع فريقه لشؤون الأمن القومي امس لمناقشة الخطر على العراق من المتشددين المسلحين. وقال البيت الأبيض: "سيستمر الرئيس في التشاور مع فريقه للأمن القومي في الأيام المقبلة". وشارك في الاجتماع وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع تشاك هاغل ووزير العدل إيريك هولدر ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس. وحضر أيضا السفيرة لدى الأممالمتحدة سامانثا باور ومدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية جيمس كلابر ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارتن ديمبسي. وقالت الناطقة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف الموجودة في العاصمة النمسوية لشبكة "سي ان ان" التلفزيونية الامريكية "جرت مباحثات مقتضبة في "مجموعة 5+1" اليوم حول العراق، مباحثات جد مقتضبة". واضافت ان "المستقبل سيحدد إن كنا نريد ان نستمر في الحديث مع ايران في شأن العراق". وذكرت هارف بأن الولاياتالمتحدةوايران لديها "مصلحة مشتركة" ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) الذي سيطر مقاتلوه الاسبوع الماضي على انحاء واسعة من شمال غربي العراق وباتوا على اعتاب العاصمة بغداد. وكان مسؤول اميركي قال قبيل تصريح هارف، في رسالة عبر البريد الالكتروني ارسلها من العاصمة النمسوية حيث يشارك في المفاوضات، ان "الموضوع تم فعلاً بحثه باقتضاب مع ايران على هامش محادثات "مجموعة 5+1" في فيينا اليوم، في شكل منفصل عن اجتماعنا الثلاثي الاطراف" الذي ضم الاتحاد الاوروبي. واضاف: "نحن منفتحون على ان يكون هناك التزام مع الإيرانيين، تماما كما مع اطراف اقليميين آخرين، في ما يتعلق بالتهديد الذي يشكله على العراق تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)". ومنذ صباح الاثنين والخارجية الأمريكية تؤكد استعداد واشنطن لبحث الملف العراقي في شكل مباشر مع طهران، لكن مع استبعادها في الوقت ذاته التعاون العسكري في هذا الاطار. وليس هناك علاقات ديبلوماسية بين واشنطنوطهران منذ 34 عاما، ولكن ثمة تواصل رسمي ومباشر بين البلدين منذ اشهر في اطار المفاوضات حول برنامج ايران النووي.