تسجيلات هاتفية تبين علاقة بن شنب بأمير كتيبة "الموقعون بالدم" أبلغت مصادر أمنية مطلعة "البلاد" أن تسعة عناصر إرهابية ينتمون إلى التنظيم المسمى "حركة أبناء الصحراء من أجل العدالة" الذي يقوده الأمير عبد السلام طرمون قد سلموا أنفسهم مساء أمس وتخلوا عن العمل الإرهابي في إطار المفاوضات الجارية بين السلطات الأمنية ووسطاء مقربين من المسلحين. وذكرت المصادر أن العناصر التائبة سلمت وثائق ومراسلات وخرائط جغرافية تفصيلية عن المنطقة وأشرطة فيديو لمعسكرات التدريب التي يديرها جهاديون بالقرب من الحدود الليبية ولا يستبعد حسب المصادر أن يكون "بنك المعومات" المسلم لقيادة الجيش بالمنطقة يتضمن شريطا عن التخطيط لعملية الاعتداء على على قاعدة الحياة ومصنع الغاز بتيقنتورين منطقة عين أمناس، مطلع السنة الماضية، والذي أسفر عن مقتل 37 رهينة أجنبية و32 مسلحا، والذي قتل خلاله القائد العسكري لأبناء الجنوب من أجل العدالة لمين بشنب الذي تعود على التنقل بين الحدود الجزائرية والليبية خاصة معسكر مدينة الزنتان بمنطقة الجبل الغربي (جبل نفوسة) الذي يشرف عليه تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا. وتقول مصادر أمنية إن الوثائق المسلمة والتي تخضع حاليا للفحص من قبل فريق أمني وعسكري متخصص بالجزائر العاصمة من شأنها أن تساعد في عملية التحقيق الأمني والقضائي المتواصلة حول حادثة "تيڤنتورين". وكانت تقارير أمنية جزائرية قد توصلت في وقت سابق إلى علاقة تواصل وتعاون بين كتيبة الموقعون بالدم بقيادة مختار بلمختار، المكنى بلعور، التي اعترفت بالهجوم على الموقع الغازي بتيڤنتورين في عين أميناس و«حركة أبناء الصحراء من أجل العدالة". وسجلت المصالح الأمنية خلال عملية التحقيق الجارية شهادات لقادة مقربين من قائد التنظيم المقتول خاصة فيما يتعلق بعنصري التجنيد والتخطيط للعمليات الارهابية بالمنطقة. وأفادت مصادر "البلاد" أن وحدة من الجيش متخصصة في مكافحة الارهاب قد حصلت منذ مدة على تسجيلات هاتفية لوسطاء قاموا بمحاولات تقارب بين مختار بلمختار وعناصر القيادة في "حركة أبناء الصحراء من أجل العدالة" وعلى رأسهم عبد السلام طرمون الذي عاد إلى النشاط المسلح بعد استفادته من قانون المصالحة. وتشير تقارير إلى تورطه في عدة اعتداءات إرهابية ومحاولات للقيام بهجوم إرهابي على عدة منشآت منها مطار حاسي مسعود بحكم علاقاته بشبكات نقل وتهريب الأسلحة من ليبيا ومالي. كما سلم التائبون صورا وتسجيلات سمعية بصرية عن المعسكر الجهادي الجبل الأخضر، حيث يقع مقره في مركز القيادة العسكرية للجماعة الليبية المقاتلة بمنطقة درنة التي تمثل أكبر بؤرة للمتشددين، وهذا المعسكر هو من أكثر معسكرات الجهاديين تطورا في ليبيا، ويتم فيه تدريب الشباب المنضم على تقنيات صنع وتفكيك العبوات الناسفة ومختلف أنواع المتفجرات، وكذلك صنع المواد السامة، إضافة إلى التدريب على مختلف أنواع الأسلحة لاستهداف المطارات والطائرات الأجنبية.