تتجه أنظار عشاق الكرة في العالم، اليوم، صوب ملعب ماراكانا الشهير بريو دي جانيرو، الذي يحتضن نهائي كأس العالم بين الأرجنتينوألمانيا، حيث يسعى كل منتخب للظفر بالكأس وزيادة نجمة ذهبية لسجله الحافل بالإنجازات. استطاع المنتخبان الأرجنتيني والألماني الوصول للنهائي والمنافسة على لقب المونديال، بعد مشوار ناجح في مختلف الأدوار التي مروا بها وتفاديا الهزيمة خلال جميع المباريات التي لعبها المنتخبان لحد الآن في انتظار المواجهة التي ستجمعهما سهرة اليوم. ولا يعد وصول زملاء ميسي ومولر إلى النهائي مفاجأة، بما أن المنتخبين كانا ضمن دائرة الترشيحات للمنافسة على اللقب، على الأقل رفقة إسبانيا والبرازيل ومنتخبات أخرى كانت مرشحة أيضا، على غرار البرتغال وإنجلترا وإيطاليا. ويلتقي المنتخبان الأرجنتيني والألماني لثالث مرة في نهائي المونديال بعد نهائي 1986 في المكسيك والذي انتهى لصالح زملاء مارادونا ب3-2 ونهائي إيطاليا 1990 أين فازت ألمانيا بهدف وحيد وهو مؤشر على التقاليد العريقة التي يتمتع بها المنتخبان والرصيد الزاخر من الإنجازات، خاصة عندما يتعلق الأمر بمنافسة إسمها كأس العالم. وقدم المنتخب الألماني مستوى مميزا في المونديال وهو أمر مألوف بالنسبة لأشبال المدرب لوف من خلال لعب الأدوار الأولى. ورغم البداية القوية لألمانيا أمام البرتغال عندما فازت برباعية نظيفة، إلا أن مستوى الفريق عرف تراجعا خلال مواجهة غانا والولايات المتحدةالأمريكية في الدور الأول، ونفس الأمر انطبق على مواجهة "الخضر" في الدور الثاني، حيث لم يقدم زملاء كلوزه صورة مطمئنة لأنصارهم. ولكن خلال مواجهة فرنسا في ربع النهائي، استعاد المنتخب الألماني بريقه وقدم مستوى جيدا من جميع النواحي، واستطاع تحقيق الانتصار بأقل جهد، لينتفض الفريق في مباراة نصف النهائي أمام البرازيل عندما حقق فوزا كبيرا بسباعية تاريخية ستبقى في الذاكرة الكروية للمونديال. من جهته استطاع المنتخب الأرجنتيني الظهور بمستوى جيد في الدور الأول وتصدر مجموعته بعد ثلاثة انتصارات أمام إيران ونيجيريا والبوسنة، وهو الأمر الذي رفع سقف طموحات أنصاره الذين صنعوا الحدث بحضورهم الكبير لجميع مباريات زملاء مدافع سبورتينغ لشبونة روخو. كما استطاع أشبال سابيلا حسم مواجهتي الدور الثاني وربع النهائي لصالحهم، رغم الصعوبة التي واجهوها أمام كل من سويسرا وبلجيكا، ليحتاج فيما بعد لمهارة الحارس روميرو لافتكاك تأشيرة التأهل للنهائي من هولندا. منافسة من نوع آخر بين ميسي ومولر لن يقتصر التنافس بين الأرجنيتن وألمانيا على المدربين أو الأنصار، بل امتد إلى اللاعبين حيث ستكون المواجهة بين مولر نجم ألمانيا وميسي قائد الأرجنتين هي الأخرى تحت المجهر. رغم أن الكفة تميل لصالح مولر الذي استطاع قيادة منتخب بلاده للنهائي بفضل المستوى الكبير الذي قدمه لحد الآن. وكان مهاجم بايرن ميونيخ حاسما مع منتخب بلده من خلال فعاليته الكبيرة التي رجحت كفة ألمانيا الى غاية الوصول للنهائي، وهو الأمر الذي سمح له بالتواجد ضمن القائمة التي تضم اللاعبين المرشحين لنيل جائزة أفضل لاعب في المونديال. من جهته يسعى ميسي لتقديم مستوى كبير، اليوم، لطمس الصورة التي رسمت عنه منذ بداية المونديال وتميز مستواه بالتذبذب، لكن رغم هذا يبقى واحدا من أهم اللاعبين في النهج التكتيكي للمدرب سابيلا الذي بنى عليه خطته للإطاحة بألمانيا.