تحول الناطق الرسمي لجيش الاحتلال الإسرائيلي لدى وسائل الإعلام العربية، "أفيخاي أدرعي"، إلى صحاف زمانه ونجم الشاشات العربية الإخبارية كقناة الجزيرة التي اشتهر بإطلالته المناسباتية منها لتسويق وجه إسرائيل أو يدها الناعمة للعالم العربي. «أفيخاي أدرعي" واحد من يهود سوريا الذين هاجروا من منطقة "الدرعية" إلى إسرائيل، تم اختياره ناطقا للجيش الإسرائيلي برتبة رائد بعد تنامي دور وتأثير وسائل الإعلام العربية بظهور قناة الجزيرة والعربية لاحقا، إتقانه للغة العربية ودرايته التامة والكاملة بالكثير من العادات والتقاليد والخلفيات المرتبطة به حوله إلى نجم، لكن سرعان ما كشفته الحروب العدوانية لإسرائيل على قطاع غزة، وقد عمل ناطقا بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ سنة 2005، حيث أطل على المشاهدين العرب في أوقات حساسة مثل عملية الرصاص المصبوب وحرب لبنان الثانية. افبخاي من مواليد 1982 من مدينة حيفا الشمالية ويخدم في الجيش منذ العام 2001، بحسب التعريف المتداول عنه. لقد خبرت إسرائيل كافة وسائل التأثير في الرأي العام العربي، وأدركت حينها أن الحرب الإعلامية والدعائية التي خاضتها في أمريكا وأروبا ضد العالم العربي، لذلك عمدت إلى تغيير إستراتيجيتها في الدعاية الإعلامية والسينمائية بأن تخاطب العقل العربي ونبضه، فقد عمدت إلى تجنيد الكثير من الرساميل الغربية للاستثمار في قطاع الاعلام والاتصال الموجه للعالم العربي. كما حاولت التأثير في توجهات عدة قنوات أجنبية بلسان عربي مثل "البي بي سي " وفرانس 24 وسكاي نيوز. كما وُجهت أصابع الاتهام لقناة الجزيرة التي أطل منها أفيخاي أدرعي وأصبح مشهورا لدى المشاهد العربي بسببها، لكن تلك الاتهامات لم تصمد أمام الهجمات الاسرائيلية الواضحة على القناة التي تتهمها بدعم حركة حماس. ورغم فشل مشروع القناة 24 الإخبارية باللغة العربية، فإن تكوين ونشأة "أفيخاي أدرعي" في محيط عربي ودرايته الواسعة بهذا المحيط كانت أقوى من كل استثمارات إسرائيل، حيث نجح أدرعي بشكل نسبي في التواصل مع الكثير من العرب، بدليل أن عدد تغريداته تجاوزت ال 6 آلاف تغريدة وآلاف المنشورات على موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك". ورغم أنه يثير اشمئزاز العرب ويوتر أعصابهم خلال الحروب العدوانية التي تشنها إسرائيل على الغزاويين والفلسطينيين عموما، فإنه يثير إعجاب العديد من العرب بحرصه على توجيه التهاني للعالم الإسلامي في المناسبات الدينية، إذ أنه السبّاق دائما إلى ذلك بعكس الهيئات والرسمية العربية التي لا تلتفت إلى المواطن العربي في مثل هذه الحالات إلا بشكل متأخر، وهذا ما حوله إلى نجم في لباس "الصحاف" الذي أذهل العالم بمراوغاته الإعلامية.