لم تدم فرحة الطلبة الجدد الحاصلين على شهادة البكالوريا لدورة جوان 2010 طويلا، حتى استفاقوا على كابوس التوجيهات العشوائية التي لا تتوافق بالضرورة مع الفروع التي درسوا فيها بمرحلة النهائي. ''البلاد'' رصدت ردات فعل الطلبة بمراكز التسجيلات الجامعية ومقاهي الانترنيت في عدد من ولايات الشرق، ووقفت على خيبة الأمل الكبيرة التي انتابت مئات الطلبة الذين تمنوا عدم نجاحهم في البكالوريا لأنهم حصلوا على تخصصات لا يرغبون فيها. وتساءل هؤلاء الطلبة عن منطقية وضع أصحاب معدل 13.65 مثلا مع من حصل على معدل 10.00 ويوجهون إلى نفس الفرع، فالكثير من الطلبة ممن حصلوا على معدلات فاقت ال 13 من 20 ولم يحالفهم الحظ في الحصول على واحدة من الرغبات ال 10 التي اختاروها من جملة الفروع المسموحة لهم، وجدوا أنفسهم أمام الواقع المر، أصحاب المعدل الذي يفوق 13.60 أصبحوا في مواجهة مصير محتوم بعد أن تم توجيههم إلى فروع لا يرغبون فيها على غرار علوم البحر وعلوم المادة والموسيقى والثراث والفنون واللغة الأمازيغية واللغات الألمانية والإيطالية والإسبانية وغيرها من الشعب التي لا تمت بصلة لفرع العلوم التجريبية. ونتيجة لحالة الفوضى والعشوائية التي سادت عملية التوجيه، لمسنا في عدد من المراكز التي قمنا بزيارتها حالات إغماء وبكاء هستيري وسط الفتيات. أما الذكور فغالبيتهم وجدوا الحل بالتوجه إلى الثكنات العسكرية لأداء الخدمة على دراسة تخصصات لايرغبون فيها ولا تضمن لهم أي مستقبل مهني، في حين أقسم آخرون على مقاطعتهم الالتحاق بمقاعد الجامعة، مفضلين إعادة البكالوريا العام المقبل عساهم ينجحون في الحصول على معدلات كبيرة تمكنهم من التسجيل في الفروع التي يرغبون فيها، على غرار المدارس العليا أو الطب والصيدلة وهي الشعب الأكثر طلبا من قبل الناجحين الجدد في البكالوريائ. ''الطعن''.. خيار الموت أو الحياة لعل الكثير من المواطنين البسطاء لا يدركون حقيقة ما يسمى بالطعن في قاموس التسجيلات الجامعية، فالطالب الذي يمنح له حق الطعن إنما هو يخير بين الموت أو الحياة، فحق الطعن يمنح للطلبة الذين لم يحالفهم الحظ في الحصول على واحدة من الرغبات العشر التي اختاروها، حيث يمنح له حق الطعن وعليه أن يختار هذه المرة شعبة واحدة فقط من بين الشعب المسموحة ..وفي الحقيقة فإن الشعب المتبقية ماهي إلا شعب لا تليق حقيقة بالمعدل الذي حصل عليه الطالب ..ولا تتوافق مع توجهاته وفي هذه الحالة لا يبقى أمام الطالب غير الرضوخ للأمر الواقع والاستسلام لتوجيهات مصالح حراوبية.