عرف عدد الطلبة المسجلين بالمدارس العليا للأساتذة هذا الموسم ارتفاع قياسيا لم تشهده المدارس منذ تأسيسها حيث وصل عدد المسجلين بالمدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة حسب السيد عبد الله قلي مدير المدرسة إلى 1400 طالب وهو ضعف عدد ما كانت تستقبله المدرسة في السنوات الأخيرة حيث لم يتجاوز العدد 600 طالب الموسم الماضي واضطر الكم الكبير للطلبة المتوافدين على المدرسة الإدارة للعمل يوم الجمعة إلى ساعات متأخرة حسب رئيس قسم اللغة العربية سعيد بن زرقة المشرف على الاختبار الشفهي للقسم . الذي أكد أنه يختبر ما معدله 200 طالب يوميا، من جهتها سجلت المدرسة العليا للأساتذة بالقبة ضعف معدل العدد المعتاد والمتراوح بين 500 و 600 طالب ببلوغها أزيد من 1200 مسجل منها 130 طالبا أضافتها الوصاية أمس فقط ومرشحة للزيادة في ظل بقاء فترة الطعون مفتوحة وهو ما يرشح الدخول الجامعي المقبل لأن يشهد عجزا كبيرا في الهياكل يهدد بحرمان كثير من الطلبة من الإيواء وخدمات النقل والمقاعد البيداغوجية فأفواج الأعمال التطبيقية في القبة مرشحة لبلوغ أكثر من 40 طالبا في الفوج. كما أن معاناة طلبة تخصص أستاذ لغة إنجليزية بمدرسة بوزريعة ستزيد هذه السنة نظرا للنقص الكبير في المؤطرين الذين يعمل أغلبهم بصيغة مؤقتة خاصة مع تضاعف عدد المسجلين في هذا التخصص الذي بلغ 200 طالب فيما لم يتجاوز عدد السنة الماضية نصفه هذه السنة حسب مدير المدرسة. كما عرف معدل القبول بمختلف التخصصات في المدرستين ارتفاعا نافس المعدلات المطلوبة عادة في تخصصات الطب الصيدلة بحيث وصل معدل القبول في تخصص معلم لغة عربية في الطور الابتدائي إلى 14.72 بالنسبة للعلميين و12.88 بالنسبة للشعب الأدبية ووصل معدل قبول تخصص معلم لغة فرنسية ابتدائي 13.47 بالنسبة للأدبيين و12.02 بالنسبة للعلميين في حين وصل معدل القبول في تخصص أستاذ لغة عربية في الطور المتوسط إلى 14.52 بالنسبة للعلميين و13.22 بالنسبة للشعب الأدبية ووصل معدل قبول تخصص أستاذ لغة إنجليزية في الطور المتوسط إلى 13.65 بالنسبة للأدبيين و15.03 بالنسبة للعلميين. أما الطور الثانوي فقد وصل معدل القبول في تخصص الإنجليزية 15.74 للشعب العلمية و14.26 للشعب الأدبية. أما في المدرسة العليا للأساتذة بالقبة فقد وصل معدل القبول في تخصص الموسيقى إلى 13.6 ووصل معدل القبول في تخصص العلوم الطبيعية للطور الثانوي إلى 16.61 وهو نفس معدل قبول تخصص علوم دقيقة، وحسب عبد الله قلي فإن الإقبال الكبير الذي تشهده المدرستان راجع إلى نسبة النجاح الكبيرة إضافة إلى انفراد المدرستين بعقود التوظيف التي تربط الطلبة بوزارة التربية وتعد ضمانا للوظيفة المستقبلية في ظل حالة عدم الاستقرار التي يشهدها قطاع الشغل في الجزائر، وأمام هذا الارتفاع المذهل في معدلات القبول فإن بعض المراقبين يطعنون في فكرة أن ذلك سينعكس على مستوى التعليم في الجزائر في ظل ما شهدته النتائج الأخيرة للبكالوريا من جدل حول نسبتها المضخمة بعد سنة كادت تكون بيضاء جراء إضرابات عمال القطاع. كما يرى البعض أن الإقبال الكبير على تخصص التعليم يجعل من إعلانات وزارة التربية الأخيرة للتوظيف فرصة قد لا تتكرر لأصحاب التخصصات الأخرى خارج إطار خريجي المدارس للاندماج في سلك التعليم. يذكر أن إحصائيات المدرستين بينت أن 80 بالمئة من المسجلين هم من الإناث وهو ما يسير بقطاع التربية نحو التأنيث الكامل في غصون السنوات القادمة ويطرح تساؤلات حول موقع الطلبة الذكور من العملية التعليمية .