تعيش قرى ومداشر بلدية ڤنزات الحدودية والواقعة في الجهة الجنوبية لعاصمة ولاية سطيف والتي تعتبر من أعرق وأقدم البلديات على المستوى الوطني، حالة من التخلف التنموي جراء الركود والجمود الذي طال أمده على مستوى المشاريع التنموية بها، بحيث إن المنطقة حولها غياب الاهتمام بها إلى بلدية نائية بامتياز، حيث يشتكي السكان من غياب عدة متطلبات تعتبر من الضروريات الأساسية في حياتهم اليومية جعلتهم الجهات المعنية بضرورة التدخل العاجل لإعادة الاعتبار لبلديتهم المنسية. المشاريع التنموية غائبة يعيش سكان بلدية ڤنزات على هامش الحياة الصعبة إذ يشكو قاطنوها نقصا فادحا في أدنى ضروريات العيش الكريم، كما أنهم يعانون ظروفا حياتية صعبة حولت يومياتهم إلى جحيم لا يطاق. وما زاد من معاناتهم الفقر والبطالة والتهميش، حيث تشكو البلدية من جملة من المشاكل التي أثرت سلبا على السير الطبيعي للحياة الاجتماعية للسكان الذين يفتقرون إلى فرص التنمية لاسيما أن يومياتهم صعبة أكثر منها عادية وتخلو من مظاهر التحضر. كما تنعدم بالبلدية المرافق الترفيهية التي من شأنها أن تمتص الكم الهائل من الشباب العاطل عن العمل، فالسكان قد أنهكتهم المصاريف الكثيرة وطلبات عائلاتهم التي لا يقوون على تلبيتها، ولهذا فهم يطالبون بالتفاتة جادة من قبل السلطات لإخراجهم من دائرة التهميش. ڤنزات منطقة سياحية منسية من خلال الجولة الاستطلاعية التي قامت بها البلاد ببلدية ڤنزات وبعض قراها اكتشفنا بأنها منطقة سياحية بامتياز ومن خلال حديثنا مع بعض المواطنين أكد أحدهم أن البلدية تعتبر من أعرق وأقدم البلديات على مستوى الوطن وهي منطقة سياحية تزخر بمناطق سياحية رائعة. وأضاف في هذا السياق أن منطقة ثانساوث التي لا تبعد كثيرا عن مقر البلدية يبلغ علوها أكثر من 1500 متر فوق مستوى البحر مما يؤهلها لأن تكون من بين أعلى القمم المتواجدة في الجزائر على غرار تيكجدة والشريعة. وفي هذا السياق طالب السلطات البلدية بضرورة استغلال هذا الثراء السياحي الذي تزخر به البلدية لجلب السياح إلى المنطقة لتكون لديها مداخيل من السياحة تسمح لها بتطوير قرى ومداشر البلدية. كما طالب المعنيين بتقديم يد العون لنادي التزحلق الذي شكلته مجموعة من الشباب بالبلدية تنشط في أعالي جبال ثانساوث. التغطية الصحية شبه منعدمة يشتكي السكان من انعدام التغطية الصحية بمعظم قرى البلدية، حيث أضحى الأمر يثير حفيظتهم واستياءهم، جراء ما يتكبّدون من معاناة والتنقل تارة إلى العيادة المتعددة الخدمات المتواجدة بمقر البلدية أو نحو مصالح الاستعجالات الطبية بعاصمة الولاية، وهذا ما أضحى ينعكس سلبا على حياتهم وحياة أبنائهم على حد سواء، بسبب ما قد يتعرضون له من حوادث مختلفة تستدعي التنقل الفوري لتلقي الفحوصات اللازمة. كما طالبوا من جهة أخرى المسؤولين عن قطاع الصحة بولاية سطيف بضرورة توفير أطباء مختصين وبناء مراكز صحية بقراهم لتفادي وقوع كوارث صحية اثر تعرض السكان إلى حوادث مفاجئة، حيث أصبح بعضهم يفضلون تحمل عذاب الألم على المصاريف التي يتكبدونها في التنقل إلى عاصمة الولاية للعلاج وهذا ما أثار حفيظتهم واستياءهم من الوضع المزري الذي يعيشونه رغم عديد الشكاوى المقدمة إلى مصالح البلدية. الماء من منابع عمومية منذ الاستقلال طالب السكان السلطات المحلية المعنية بضرورة التدخل من أجل التكفل بانشغالهم المتمثل في توفير المياه الصالحة للشرب وربط منازلهم بهذه المادة الحيوية، والذي يعد مشكلا عويصا يعاني منه هؤلاء منذ مدة طويلة. وفي تصريح لأحد السكان قال إنهم يعانون من هذا المشكل منذ سنوات حيث يستفيدون من الماء بطريقة بدائية باستعمال الأحمرة وملء صفائح بلاستيكية من منابع قديمة. غاز المدينة حلم سكان قرية إيسومار والقرى المجاورة يعاني سكان بلدية ڤنزات من نقائص تنموية عديدة جعلتهم يعيشون ظروفا جد صعبة، إذ أكدوا في تصريحاتهم حرمانهم من مختلف الحاجيات والمرافق الحيوية وفي مقدمتها مشكلة انعدام الغاز الطبيعي في جميع قرى البلدية وهو مشكل قديم يعاد طرحه في كل مرة، حيث يعيش سكان القرى معاناة كبيرة مع انعدام ضروريات الحياة التي تضمن العيش الكريم لعائلات لطالما طالبت بحقها التنموي. ويتصدر هذه المطالب انعدام الغاز الطبيعي الذي يبقى الهاجس الأكبر لهؤلاء في ظل معاناتهم مع قارورة غاز البوتان حيث يصل سعر القارورة الواحدة في فصل الشتاء إلى ال 400 دج، إضافة إلى عدم توفرها في بعض الأحيان وهذا ما يضطر هؤلاء للتنقل إلى مقر البلدية من أجل الظفر بقارورة تسد حاجياتهم في الطهي والتدفئة، ما يشكل خطر الطريق لأرباب العائلات حيث تكون الطرق زلجة جراء تساقط الثلوج والصقيع نظرا لموقع المنطقة، وهو أمر يزيد من تخوف المواطنين كل فصل شتاء وهم على حالهم مثل ما حدث في السنوات الفارطة، بحيث كانوا يعانون كثيرا من قساوة الطبيعة في ظل غياب الغاز المهم والأهم لهذا الفصل، حيث أصبحت قارورة الغاز منعدمة. وفي هذا الصدد يطالب السكان السلطات المحلية بالتعجيل في ربط بيوتهم بغاز المدينة لرفع الغبن عنهم بتحسين أوضاعهم المعيشية. الطرق في حالة كارثية أما فيما يخص الطرق فحدث ولا حرج، فقد طالب السكان السلطات المحلية المعنية بضرورة التدخل العاجل من أجل التكفل بانشغالهم المتمثل في تهيئة طرق القرية بتعبيدها والتي تتواجد في وضعية كارثية منذ سنوات طويلة وخاصة الطرق التي تربط القرى والمداشر بمقر البلدية، معبرين عن معاناتهم المتواصلة في فصل الشتاء أين تكثر الأوحال والبرك المائية والمستنقعات جراء انعدام قنوات الصرف بالمنطقة بالإضافة إلى الغبار المنبعث في فصل الصيف، وضعية صعبت تنقلاتهم، حيث أكد هؤلاء أن الوضع على ما هو عليه بالرغم من عديد الشكاوى والمراسلات التي رفعوها إلى المصالح المعنية. كما طالبوا السلطات المحلية بضرورة التدخل العاجل من أجل برمجة مشاريع تهيئة الطرق التي تحولت إلى هاجس يؤرق يومياتهم، وقالوا إنهم في بعض الأحيان يصعب عليهم الخروج من القرية بسبب الوضعية الكارثية للطرق وانعدام سبل أخرى للتنقل أو الخروج من القرية خاصة أثناء تساقط الأمطار التي تؤدي إلى امتلاء الحفر بالمياه والأوحال، مما يصعب على المارة السير عبرها. معاناة مع وسائل النقل غياب حاد في وسائل النقل يؤرق السكان والمتمدرسين إضافة إلى ما تعرفه طرق البلدية من تدهور، حيث يعرف النقل غيابا شبه كلي. لا توجد بالقرية وسائل نقل عمومية، السكان يستعينون بسيارات الفرود إن وجدت، لم تبق معاناة هؤلاء عند غياب ضروريات الحياة بل يشتكي السكان من انعدام النقل الريفي وعدم وجود خطوط على مستوى القرى، ما يضطر لقاطنين إلى استعمال سياراتهم الخاصة أو سيارات الفرود التي لا يستطيعون دفع تكاليفها الباهظة خاصة ذوي الدخل الضعيف. وفي ظل نقص وسائل النقل أو انعدامها في بعض الأحيان يضطر السكان إلى قطع مسافات طويلة مشيا للوصول إلى الأماكن التي يتوفر فيها النقل. كما عبر سكان البلدية عن تذمرهم مما يحدث خاصة مع كبار السن والنساء. كما يطالب هؤلاء السلطات المعنية وعلى رأسها مديرية النقل لولاية سطيف بتوفير خطوط نقل لفك العزلة عن بلديتهم، حيث تكون التغطية على مدار اليوم لتسهيل تنقلاتهم لقضاء حاجياتهم اليومية. ولهذا يلتمس العشرات من الجهات المعنية ضرورة التدخل العاجل لإيجاد حل لهذا المشكل الذي عمّر. الإنارة العمومية غائبة يشتكي سكان البلدية من انعدام الإنارة العمومية في الشوارع، الأمر الذي جعلهم يعيشون عزلة حقيقية في معظم المناطق والشوارع جراء انعدام الأعمدة الكهربائية. وطالبوا سلطات البلدية بضرورة تسجيل مشاريع لتوفير الإنارة العمومية بالشوارع قصد تفادي المشاكل الناجمة عن الظلام الدامس في معظم أرجاء البلدية. انتشار البطالة يؤدي إلى الانحراف مشكلة أخرى يعاني منها شباب البلدية هي غياب فرص العمل، فظاهرة البطالة تفشت بشكل واسع في صفوفهم، إذ أن بلديتهم تفتقر إلى الاستثمار. وللحصول على لقمة العيش يمارس بعضهم المهن الحرة كالعمل في ورشات البناء والبعض الآخر يمتهنون الفلاحة ويستغلون فرص الشغل الموسمي. وعبّر شباب القرية عن قلقهم الشديد على مستقبلهم الذي خيمت عليه الضبابية والغموض، نتيجة غياب فرص عمل حقيقية في القرية خاصة للجامعيين منهم الذين تحصلوا على شهادات عليا في تخصصات مختلفة في كبريات الجامعات في الوطن ولكن بعد الانتهاء من الدراسة وجدوا أنفسهم يعودون إلى حياة الفقر في بلديتهم النائية التي لا يوجد فيها أدنى فرصة للعمل حتى في ميادين أخرى غير تخصصاتهم. وعن هذا المشكل الذي عمّرو طالب الشباب السلطات المعنية والمجلس الشعبي البلدي وعلى رأسهم المير بتوفير فرص عمل لائقة للشباب البطال. نقص المرافق الترفيهية من بين مطالب الشباب بناء ملاعب ماتيكو لكرة القدم أو ملعب كبير يصلح للعب، فالبلدية تشهد نقصا ملحوظا في المؤطرين والتجهيزات اللازمة على مستوى المرافق والهياكل الشبابية، التي من شأنها استقطاب المواهب الشابة في ظل غياب فرص العمل بالمنطقة، حيث أضحى هذا النقص الحاد في المرافق الترفيهية يؤثر عليهم وينغص عليهم حياتهم. أما عن المشهد الثقافي والمرافق الثقافية والهياكل التابعة لها فحدّث ولا حرج، إذ يشتكي شباب البلدية تهميشا كبيرا، مما يحتم عليهم التنقل إلى الحقول والمزارع غير المحروثة بحثا عن أوقات للرفاهية. في حين يزاول شباب المدن كل الرياضات في أماكنها المخصصة لكل رياضة، وهذا ما اعتبره هؤلاء تهميشا وحڤرة في حقهم من طرف المسؤولين المعنيين. ويطالب هؤلاء السلطات البلدية ومديرية الشباب والرياضة بإدراج مشاريع يستفيدون منها.