كشف تقرير حديث نشرته جريدة "الرأي" الكويتية، أمس، أن الجزائ من العشرة الأكثر أمانا واستقرارا من بين الدول العربية، حيث صنفها التقرير في المركز التاسع خلف أغلب دول الخليج والمغرب وجزر القمر والأردن متجاوزة كل الدول التي هبت عليها رياح ما يعرف بالربيع العربي مثل البحرين التي احتلت المركز العاشر وتونس في المركز الحادي عشر، إلى جانب مصر التي احتلت المركز ال 12 واليمن وليبيا اللذين احتلا المركزين الخامس عشر والتاسع عشر تواليا، في حين صنفت سوريا التي تعرف وضعا أمنيا خارج نطاق السيطرة بعد 3 سنوات من محاولة إسقاط النظام هناك في المركز قبل الأخير وراء الدولة الفلسطينية التي يشهد جزءا من أراضيها اعتداء وحشيا من الآلة الحربية الصهيونية. وبررت الدراسة تصنيف الجزائر في المركز التاسع كونه لم يسجل أي خطر حقيقي على سكان العاصمة الجزائرية "أمنيا، سياسيا، اقتصاديا، اجتماعيا، صحيا"، رغم أن الدراسة أشارت إلى تعرض الجزائر إلى بعض الأعمال الإرهابية المحدودة خارج عاصمتها كما اعتمد التقرير على مؤشر الأوضاع السياسية التي عرفت "حراكا قبيل الانتخابات الرئاسية مع مطالبات بعدم تجديد ولاية جديدة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة"، لتضيف الدراسة "ولكن سرعان ما اختفت هذه الانتقادات والاحتجاجات التي عبّر عنها البعض بالمظاهر الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي"، وأدرجت الدراسة أيضا الكارثة الجوية التي أدت إلى سقوط الطائرة العسكرية وأودت بحياة مائة وثلاثة أشخاص في شهر فيفري الماضي ضمن النقاط السلبية في مؤشرات السلامة والأمن، وقد أثرت هذه الحوادث حسب الدراسة على حالة الأمان في العاصمة الجزائرية ولكن بشكل أقل حدة من غيرها، ومع ذلك تبقى بعض التحديات الاجتماعية مثل البطالة، والمطالبة بتحسين مستوى العيش التي قد تؤثر سلبا على مؤشرات الأمان الاجتماعي. وهو ما ساهم في رفع حالة المخاطر في الجزائر. عقبت الدراسة استخلاصها حول الجزائر بالإشادة بالدور الكبير الذي يقوم به أفراد الجيش الوطني الشعبي في مراقبة الحدود والقضاء على آفة الإرهاب "الجيش الجزائري يشن حملة واسعة على الإرهابيين في مناطق حدوده مع كل من تونس ومالي وتمكن من حصر مجموعات إرهابية، كما نجحت السلطات الجزائرية في الإيقاع بعدد كبير من الإرهابيين من خلال تشديد حالة الأمن ومكافحة الإرهاب التي أشادت بها الولاياتالمتحدةالأمريكية". واستندت الدراسة التي حملت تسمية "أكثر الدول العربية أمانا" على "خريطة الأخطار السياسية والأمنية المتعلقة بالإرهاب التي أصدرها الموقع البريطاني "اي او ان " وبيانات وزارات الخارجية الأجنبية وخصوصا الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تقوم بتحديث تحذيرات السفر على رعاياها، وتنصحهم بعدم زيارة عواصم معينة نتيجة الاضطرابات أو لكوارث صحية أو طبيعية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الدراسة اعتمدت مؤشرات الأخطار الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والصحية التي تهدد الدول العربية لعام 2014 وصنف التقرير إمارة قطر كأكثر الدول العربية أمانا متبوعة بكل من الإمارات العربية المتحدة والكويت، في حين جاء العراق في المركز الأخير.