تراجع مؤشر الخطر الإرهابي في الجزائر بكثير عما كان عليه، حيث تم تصنيف الجزائر في المركز ال 36 بعدما احتلت السنة الماضية المركز السابع، في حين احتلت أمريكا المركز 33 واسبانيا المركز ,27 وهو الأمر الذي يفسر تحسن الأوضاع الأمنية في البلاد الذي أصبحت تعكسه التراجع في العمليات الإجرامية إلا من محاولات يائسة من قبل جماعات إرهابية تبحث عن صدى إعلامي ومحاولة إثبات الوجود، وهذا بعد التضييق عليها من قبل قوات الأمن من الجيش الشعبي الوطني والدرك والشرطة. كما حل الصومال محل العراق كأكثر دولة تواجه خطر التعرض لهجوم إرهابي وذلك حسبما أشار إليه ''مؤشر الخطر الإرهابي'' الجديد الذي نشرته شركة ''مايبلكروفت'' البريطانية المتخصصة والتي ترى أيضا تزايد التهديدات في روسيا واليونان واليمن وتراجعها في الجزائر والهند. وقال بيان من تلك المؤسسة الاستشارية عن أحدث مؤشراتها لخطر الإرهاب، إن الأخطار المتزايدة في الصومال واليمن سببها أعمال العنف المرتبطة بالقاعدة، في حين أن الأخطار الموجودة في روسيا تنبع من هجمات انفصاليين من شمال القوقاز. وكان أكبر تغيير في التصنيف هو اليونان التي انتقلت من المركز 57 إلى المركز 24 لتصبح أكثر دولة أوروبية معرضة للخطر، وهو اتجاه قالت مابل كروفت إنه يرجع إلى الجماعات اليسارية التي تتسم بالعنف. وانتقلت باكستان مركزا واحدا لتصبح ثاني أكثر دولة معرضة لخطر التعرض لهجوم إرهابي. وكان أكثر من ألفي شخص قتلوا في مواجهة من الهجمات الدامية من جانب متشددين منذ عام .2007 وتراجعت أفغانستان المجاورة من المركز الثاني إلى المركز الرابع. ويأتي في المركز الثالث العراق حيث بدأت أعمال العنف الطائفية التي اندلعت بعد الغزو الذي قادته أمريكا في عام 2003 في التراجع. ويصنف مؤشر المؤسسة التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها 196 دولة بناء على عدد وتكرار وكثافة الهجمات الإرهابية، بالإضافة إلى احتمال حدوث خسائر بشرية جماعية. وعلى الرغم من اعتماده على بيانات تاريخية فإن المقصود منه أن يكون تقييما مستقبليا. ولم تقع أي دول من الدول الغربية الرئيسية داخل تصنيف الخطر العالي أو المفرط للتعرض لهجوم إرهابي. واحتلت الولاياتالمتحدة المركز 33 وفرنسا 44 وبريطانيا 46 اسبانيا ,27 وكلها في فئة الخطر المتوسط، في حين احتلت كندا المركز 67 وألمانيا 70 وهما في فئة الخطر المنخفض. ويذكر المؤشر 16 دولة بوصفها معرضة لخطر مفرط على رأسها الصومال ثم باكستان فالعراق فأفغانستان. وجاءت المناطق الفلسطينية في المركز الخامس وكولومبيا في المركز السادس وتايلاند في المركز السابع والفلبين في الثامن واليمن في التاسع وروسيا في العاشر. وفيما أصبحت مصالح الأمن تنتشر بقوة عبر مختلف الطرق الوطنية شددت بذلك الخناق على عناصر التنظيمات الإرهابية التي لا تستطيع اليوم الوصول إلى العاصمة وهو أفضل مكان يمكن من خلاله الترويج لأعمالها، وقد أصبحت الجزائر وبشهادة التقارير الأمنية الأجنبية قبل الداخلية منها تنعم برخاء أمني داخلي وهذا بفضل أسلاك الأمن وتفطن المواطنين الذين كانوا بالمرصاد للمحاولات الإرهابية اليائسة. وجاءت عودة وضعية الأمن والاستقرار التي ينعم بها الجزائريون كنتيجة المساهمة الفعالة والتصرف الحاسم للمواطنين الذين عبروا بصفة صريحة عن رفضهم للإرهاب، في وقت أصبحت فيه الجزائر وبشهادة التقارير الأمنية الأجنبية تنعم برخاء أمني. وقد أغلق الشعب الجزائري الأبواب في وجه أتباع الجماعات الإرهابية وهو الأمر الذي تؤكده حادثة الهرع التلقائي للبحث ومواجهة الإرهاب عن مقاول كان قد اختطف بداية السنة في تيزي وزو. وفي هذه الأثناء يجزم مراقبون متابعون للشأن السياسي في البلاد أن العاصمة لم تعد الوجهة ''المفضلة'' للجماعات الإرهابية كما كانت في السابق أين تبحث عن الصدى الإعلامي الدولي، فقد أصبحت تبحث عنه لكن نزولا إلى دول الساحل عن طريق اختطاف الأجانب والذي تحصل من خلاله على أصداء دولية كبيرة، كما هو الحال اليوم أين لا يزال التنظيم الإرهابي يحتجز رهائن فرنسيين.