قفزت فجأة مع بداية الأسبوع الجاري أسعار المواد الغذائية في جميع أسواق وهران إلى أعلى مستوى لها هذا الصيف، مؤكدة مرة أخرى مدى تحكم فئة المضاربين في فرض السيطرة على هذا النوع من الممارسات التجارية دون رادع، واختيارهم بكل حرية الوقت المناسب لإحباط المساعي الرامية إلى كسر أسعار المواد الأساسية ذات الاستهلاك الواسع في شهر رمضان متى شاؤوا وكيفما أرادوا... تشير عدادات الأسعار المشتغلة بوتيرة أسرع هذه الأيام على مستوى أسواق الخضر واللحوم بوهران، إلى أنها ستصل ذروة النشاط خلال شهر الصيام ولن تستقر إلا بعد أن تضطرب معها ميزانيات البيوت وتحقق أهداف محركيها برأي الكثيرين، حيث ارتفع الخميس الماضي سعر البطاطا مجددا إلى 50 دج للكيلوغرام الواحد بعدما كان مستقرا في حدود 25 إلى 35 دج قبل يوم واحد فقط. الأمر نفسه انعكس على مواد الطماطم، البصل والجزر التي يتزايد الطلب عليها خلال رمضان، حيث تضاعفت أسعارها بين عشية وضحاها دون سبب وجيه وبنوعيات رديئة، إذ تم عرض البصل في سوق الصديقية بسعر 40 دج للكيلوغرام الواحد بعدما كان يساوي 20 دج وحتى أقل لدى العديد من الباعة الذين تمكنوا من بيعه في أكياس الجملة وبأسعار هبطت إلى حد 15 دج، كما وصل ثمن الطماطم الطازجة هو الآخر إلى 50 دج في سوق الحمري الذي تعرف القصابات فيه هي الأخرى تنافسا على إلهاب أسعار مواد اللحوم، بما فيها البيضاء، حيث قفز سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج أمس فقط إلى أكثر من 350 دج بدل 250 دج، وأشار بعض التجار إلى إمكانية أن يبلغ سقف ال500 دج بالنسبة للنوعية غير المجمدة في أولى أيام رمضان لعجز الكثيرين من ذوي الدخل المتوسط والمحدود عن اقتناء اللحوم الحمراء المحلية التي يرشح أن يصعد ثمنها إلى حدود ال1000 دج للكيلوغرام الواحد، على غرار ما حدث العام الفارط خلال المناسبة نفسه، لاسيما أن صفقة إدخال اللحوم الهندية إلى السوق المحلية خلال رمضان لا تجد الكثير من الارتياح لدى الكثيرين على الرغم من التطمينات التي صرحت بها الجهة المكلفة بالعملية مؤخرا، حسب ما يتم تداوله من انطباعات على مستوى شريحة عريضة من المستهلكين في وهران، حيث سجلنا تفضيل الأغلبية الذهاب نحو اختيار لحوم الدجاج المحلية للاستهلاك على اللحوم الحمراء الهندية التي لم يسبق لهم تناولها، وأيضا بحكم أن الفارق في السعر بينهما ليس كبيرا هو الآخر.