أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين الفلسطيني، والإسرائيلي، مستمر، وغير مقيّد بفترة "شهر". وقال سامي أبو زهري، المتحدث الرسمي باسم الحركة، في بيان إن التهدئة بين الطرفين الإسرائيلي، والفلسطيني مستمرة، ولا تنتهي بانتهاء بفترة شهر، مضيفا "ما تم ذكره في الاتفاق، بخصوص الشهر، هو أن تبدأ جلسات المفاوضات قبل انتهاء الشهر، أما التهدئة فهي مستمرة، ونحن نؤكد على ذلك منعا للالتباس عند أبناء الشعب الفلسطيني". وكان فلسطينيون وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، قد عبروا عن مخاوفهم من اندلاع موجة جديدة من المعارك والعنف بين الفلسطينيين، والإسرائيليين، بعد انتهاء فترة "الشهر" التي تحدث عنها الاتفاق. ونقلت بعض المواقع عن مصادر لم تسمها، أنه وفور انتهاء شهر، وفي وقت لم يتوصل فيه الطرفان لأي نتيجة، فإن حربا جديدة ستندلع في قطاع غزة. وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، الثلاثاء الماضي، إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، وهي الهدنة التي اعتبرتها فصائل المقاومة الفلسطينية في بيانات منفصلة "انتصار"، وأنها "حققت معظم مطالب المعركة مع إسرائيل"، ورحبت بها أطراف دولية وإقليمية.وتتضمن الهدنة، بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية، وقف إطلاق نار شامل ومتبادل بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثة ومستلزمات الإعمار. كذلك تشمل توسيع مساحة الصيد البحري إلى 6 أميال، واستمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الأخرى "الأسرى والميناء والمطار"، خلال شهر من بدء تثبيت وقف إطلاق النار.وجاءت هذه الهدنة، بعد حرب شنتها إسرائيل على قطاع غزة في السابع من الشهر الماضي، واستمرت 51 يوماً، أسفرت عن استشهاد 2145 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين، فضلاً عن تدمير الآلاف من المنازل، بحسب إحصاءات فلسطينية رسمية.في المقابل، قتل في هذه الحرب 66 جندياً، و4 مدنيين من الإسرائيليين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، بحسب بيانات إسرائيلية رسمية، فيما يقول مركزا "سوروكا" و"برزلاي" الطبيان "غير حكوميين" إن 2522 إسرائيلياً بينهم 740 جندياً تلقوا العلاج فيهما خلال فترة الحرب. وعلى صعيد آخر، أقرّت شعبة الاستخبارات الإسرائيلية "أمان" بعدو وجود أيّ بوادر لتمرّد شعبي فلسطيني في قطاع غزّة على حركة "حماس". وقالت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر أمس، نقلاً عن مصادر في شعبة الاستخبارات، إنّه على الرغم من الدمار الذي خلفته الحرب على غزة ف"إننا لا نرصد بذور انتفاضة شعبية ضدّ سلطة حماس". وكانت الحركة أعدمت في الأسبوع الماضي نحو عشرين فلسطينياً بتهمة التعاون مع إسرائيل. وأشارت "هآرتس" إلى أنّه لا يوجد لغاية الآن أيّ دليل محسوس يؤكّد ما زعمه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في مؤتمراته الصحافية الأخيرة، بأنّ إسرائيل قتلت نحو 1000 عنصر من حركة "حماس" والمقاومة. وأوضحت أنّ أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تمكّنت لغاية من التأكد من مقتل 600 من عناصر المقاومة من أصل 2100 شهيد سقطوا خلال العدوان الإسرائيلي على غزة. وكانت جهات إسرائيلية مختلفة، بينها عدد من المحللين الإسرائيليين في مقدّمتهم روني دانييل من القناة الثانية، وإيهود يعري من القناة الأولى، وعوديد غرانوت، قد ردّدوا تصريحات إسرائيلية عن قرب حركة احتجاج وتمرّد ضدّ "حماس" بعد انتهاء الحرب. وفي سياق ارتدادات العدوان، كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنّ أذرع الأمن الإسرائيلية، وفي مقدّمتها جيش الاحتلال، ستوصي الحكومة الإسرائيلية بتخفيف القيود الاقتصادية المفروضة على قطاع غزة، خلال المفاوضات المرتقبة بعد 3 أسابيع وذلك لتفادي اندلاع القتال مجدداً. ونقلت الصحيفة عن ضابط إسرائيلي رفيع المستوى قوله إنّ مصلحة إسرائيل ألا تبقى غزّة تحت ضغوط اقتصادية كبيرة للغاية، وأنّه "في حال ساهمت إسرائيل في توسيع مناطق الصيد وفتح المعابر وتسهيل الحركة على المعابر، يساعد ذلك في المحافظة على الهدوء.