أبدت الجزائر اهتمامها بالحصول على تكنولوجيا روسية جديدة لتوليد الطاقة الكهربائية من مفاعلات نووية عائمة، ونقلت منظمة دولية للسلامة النووية عن وكالة الطاقة الذرية الروسية ''روساتوم'' التي ترعى إنتاج هذه المفاعلات الصغيرة، أن دول عديدة منها الجزائر وماليزيا أبدت اهتمامها بالتكنولوجيا الجديدة لتوليد الطاقة الكهربائية من المفاعلات النووية المقرر أن تدخل الخدمة في عام .2012 وبمقدور هذه المفاعلات الصغيرة وطاقتها 35 ميغاوات، توليد 1300 وات ما يغطي حاجة 200 ألف شخص للكهرباء. وتبلغ قيمة المفاعلات الجديدة التي تقام على السفن200 مليون دولار وعمرها الافتراضي 32 سنة ولا يغير وقودها إلا كل ثلاث سنوات. وتخطط الجزائر في حدود عام 2022 لإنشاء أول مفاعل نووي لتوليد الطاقة الكهربائية، وتحلية المياه على أن يتم إنجاز مفاعل آخر في حدود سنة .2025 ودخلت لهذا الغرض في اتصالات مع دول مصنعة للمفاعلات النووية مثل جنوب إفريقيا. كما تم التوقيع على عدة اتفاقيات مع دول نووية لتعزيز التعاون العلمي والتقني للاستخدام السلمي للطاقة النووية مثل فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية، وتم بعث العلاقات مع كل من الأرجنتين والصين اللذين يرجع الفضل لهما في إنجاز أول مفاعلين نوويين في الجزائر وهما ''السلام'' و''النور'' الواقعين بالدرارية وعين وسارة. وتتوفر الجزائر حسب تقارير، على مخزون من اليورانيوم قادر على تغطية الطلب المحلي لتوليد الطاقة حسب التوقعات الأولية لنحو 50 سنة على الأقل، لكن عملية إنتاجه وتحويله لم تنطلق بعد لغياب قدرات محلية والشكوك الدائمة في النوايا الجزائرية حول إنتاج واستخدام الطاقة النووية. وأثار إعلان الشركة الروسية عن عرض هذه التكنولوجيا المقرر أن يبدأ في تسويقها داخليا بعد سنتين، مخاوف القوى العظمى تحت غطاء الانتشار النووي. وقالت منظمة أمريكية لسلامة البيئة، إن نشر هذه التكنولوجيا يحمل مخاطر كبيرة على الأمن الدولي، ووفق تقرير ''أن تي أي''، فإن نشر هذه المفاعلات العائمة خطر على الأمن والسلامة الدوليين بسبب هشاشتها من الناحية الأمنية واحتمال تحولها كهدف للإرهابيين، بعكس المفاعلات التقليدية التي تخص بإجراءات أمنية هائلة. ويترجم التخوف الذي تبديه المنظمة المذكورة خشية شركات المفاعلات التقليدية في ظهور مفاعلات صغيرة متحركة قادرة على التنقل من مكان لآخر لتوليد الطاقة مع تمتعها بخاصية سهولة وسرعة تبريد محركاتها، بدل بناء مفاعلات جديدة ثابتة مكلفة جدا في الصيانة والتخلص من نفاياتها السامة.أما الهدف البعيد لهذه المنظمة التي تضم خبراء من الدول العظمي، فيكعس خشية الدول النووية الرئيسية حصول دول العالم الثالث على تكنولوجيا نووية بأسعار مقبولة، بعيدا عن رقابتها.