البرامج التلفزيونية والإنترنت وراء الانتشار المتسارع للظاهرة دقت النقابة الوطنية لعمال التربية، "أ س أن تي يو" ناقوس الخطر من ظاهرة العنف المدرسي التي أصبحت لا تقتصر على الطور الثانوي، بل تعرف انتشارا كبيرا في الطورين الإكمالي والابتدائي، داعية المسؤولة الأولى عن القطاع إلى التركيز على الجانب الوقائي ومكافحة العوامل المسببة للعنف على غرار البرامج التلفزيوينة والإنترنت والمشاكل الأسرية التي تسببت في نمو سلوك العنف لدى الصغار والمراهقين. وكشف تقرير لنقابة عمال التربية، أن ظاهرة العنف المدرسي أصبحت تشكل عائقاً في سبيل كل مسعى لتطوير نوعية التعليم وتحسين مردود النظام التربوي. وأكدت النقابة أن التكفل بهذه الظاهرة يستلزم تحليل طبيعتها وأسبابها ونتائجها ويتعين التميز بين العنف داخل المدرسة وظاهرة العنف الناجمة عن ظروف اجتماعية واقتصادية في فترات وأزمنة معينة. وأشارت النقابة إلى أن العنف الناجم عن ظروف اجتماعية تغذي العنف المدرسي "بدرجة عالية" كونها "تنغمس في التطور الطبيعي لظاهرة العنف في الوسط المدرسي، مضيفة في البيان ذاته أن العنف في الوسط المدرسي لا يمكن إرجاعه إلى الفشل الدراسي وقلة الفضاءات الثقافية والرياضية والترفيهية فقط وغيرها، بل له عوامل أخرى لها علاقة بالأسرة، وقد يكون المحيط الاجتماعي والعوامل النفسية أيضاً وبعض البرامج التلفزيوينة والإنترنت سبباً في السلوك العنيف للصغار والمراهقين. كما أشارت النقابة من خلال التقرير إلى أن العنف لم يعد محصورا في الطور الثانوي كما، وإنما يعرف انتشارا أيضا في الطورين الإكمالي والابتدائي، وهذا ما يتطلب وجود مستشاري توجيه مدرسي، توكل لهم مهمة رصد الحالات النفسية الصعبة بشكل مبكر، ودعت النقابة من الوزيرة إلى التركيز على الجانب الوقائي بحيث يتم مكافحة العوامل المسببة للعنف من خلال نشر ثقافة التسامح ونبذ العنف بين التلاميذ في المقررات الدراسية والبرامج، وعمل ورشات ولقاءات للأمهات والآباء بتنسيق مع جمعيات أولياء التلميذ لشرح أساليب ووسائل التنشئة السليمة التي تركز على منح الطفل مساحة من حرية التفكير وإبداء الرأي والتركيز على الجوانب الإيجابية في شخصية الطفل واستخدام أساليب التعزيز، بالإضافة إلى التشخيص المبكر للأطفال الذين يقعون تحت ظروف الضغط والذين من الممكن أن يطوروا أساليب غير سوية، هذا إلى جانب فتح ورشات عمل للمعلمين والأساتذة يتم من خلالها مناقشة خصائص كل مرحلة عمرية والمطالب النفسية والاجتماعية لكل مرحلة، واستخدام مهارات التواصل الفعالة القائمة على الجانب الإنساني والتي من أهمها حسن الاستماع والإصغاء وإظهار التعاطف.