أكد عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية إن الجزائر "تتقاسم نفس الإرادة للتعاون والعمل مع بقية دول المنطقة حول المسائل التي نراها حيوية وأولوية والمتمثلة في السلم والاستقرار". وشدد مساهل خلال حلوله بنيويورك للمشاركة في أشغال الإجتماع الوزاري الخامس للمنتدى الشامل حول مكافحة الإرهاب التي ستنطلق فعالياته اليوم الثلاثاء أن "بلدان منطقة الساحل لديها الإمكانيات لمواجهة الإرهاب، فقط لا بد من العمل سويا وتنسيق الجهود"، وفي ذلك إشارة إلى رفض محاولات التدخل الخارجي في المنطقة أو تواجد قوات أجنبية بحجة محاربة الإرهاب في الساحل. وأعرب مساهل عن إرادة "الجزائر في توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب والتهديدات الأخرى التي تخيم على منطقة الساحل والصحراء في ظل احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية". وذكر عبد القادر مساهل أن المنطقة تعاني عموما من ثلاثة أخطار، التهديدات الإرهابية، الجريمة المنظمة وعصابات التهريب وتجار المخدرات والفقر. وفيما يخص دور الجزائر صرح مساهل قائلا إنّ "الجزائر تدرج دائما عملها في إطار تنفيذ لوائح مجلس الأمن والأمم المتحدة داعيا إلى التنسيق والتعاون بين كل البلدان من أجل مواجهة ظاهرة الإرهاب واستئصالها". ولاحظ الوزير "إن بلدان الجوار لها بطبيعة الحال نصيبها من هذه المقاربة الدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب، كون الأمر يتعلق باستقرار وأمن بلداننا" ليضيف في هذا السياق "ويتعين علينا قبل كل شيء تطوير طاقاتنا لمكافحة هذه الآفة"، في إشارة إلى تغليب لغة الحوار والحل السياسي على لغة العنف مهما كان شكله. وسيخصص الاجتماع لمناقشة عدة مسائل منها التطرف العنيف والوضع في منطقة الساحل وإفريقيا وتمويل الإرهاب وعلاقته بتعزيز الآليات الدولية من أجل تجفيف مصادره لا سيما تهريب المخدرات ودفع الفدية. للتذكير دعت الجزائر خلال القمة الأخيرة لمجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي التي عقدت يوم 3 سبتمبر الفارط بنيروبي (كينيا) والتي تحمورت أشغالها حول الإرهاب والتطرف العنيف إلى عقد اجتماع رفيع المستوى للاتحاد الإفريقي في الجزائر حول تجفيف مصادر تمويل الإرهاب. كما سيشارك مساهل في الاجتماع الوزاري لمجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي الذي سيعقد على هامش أشغال الدورة العادية ال69 للجمعية العامة للأمم المتحدة. وسيعكف المشاركون في الاجتماع برئاسة وزير الشؤون الخارجية التشادي الذي يرأس خلال شهر سبتمبر مجلس السلم والأمن على دراسة الوضع في ليبيا.