عناصر الشبكة يشتغلون في التهريب وتجارة سيارات "التايوان" أعلنت السلطات الإسبانية عن تفكيك شبكة لدعم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا "داعش"، مهمتها تجنيد مقاتلين لها في منطقة مليلية بإسبانيا والناظور المغربية على علاقة بتنظيم القاعدة بشمال مالي والناشط في الجزائر. وحسب ما نقلته يومية "البايس" الإسبانية في عددها الصادر يوم الجمعة، فإن الأمر يتعلق بجندي سابق في القوات الخاصة الإسبانية من أصول مغربية يسمى زكريا محمد السعيد، له شقيق ينتمي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بشمال مالي المطارد من قبل الجزائر، يقود شبكة لتجنيد المقاتلين لفائدة "داعش" وقد تم توقيفه في مدينة مليلية، الأمر الذي كشف عن 8 آخرين يتعاملون معه من مدينة "الناظور" المغربية وهي من المدن القريبة ساحليا للجزائر. وكشفت التحقيقات التي قامت بها المصالح الاستخباراتية الإسبانية أن المغاربة المنتمين لهذه الشبكة الذين تم توقيفهم من طرف الشرطة المغربية بعدما تلقت هذه المعطيات من إسبانيا، هؤلاء ينشطون في التهريب، وتجارة سيارات "التايوان" المسروقة التي قد يتم استخدامها في عدة مهام وعمليات، وذلك لتمويل عمليات التجنيد والتكفل بعائلات الأشخاص الذين يتم تجنيدهم للقتال في عدة دول، أو العمل في مهام بداخل تلك الدول ترتبط بتوسيع دائرة التجنيد لصالح ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. ويثير تواجد المغاربة في تنظيم "داعش" والذين يتراوح عددهم ما بين 1500 و2000 مقاتل مخاوف عدة دول عربية وغربية، كما أن تنامي ظاهرة تجنيد مقاتلين لصالح تنظيم "داعش" من المغرب يثير قلقا أمنيا سواء في إسبانيا أو الجزائر، نظرا إلى اختراقات التي قد تحمل تعقيدات سياسية وأمنية خطيرة على استقرار المنطقة، على اعتبار أن التنظيم المسمى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عرف انشقاقا حادا لتيار من الداخل يسمى جند الخلافة، هذا التنظيم الذي تبنى اختطاف الرعية الفرنسي وإعدامه في أعالي منطقة القبائل، وعليه فإن ولاء هؤلاء لتنظيم "داعش" لن يخلو من حسابات تساهم في تعفين الوضع في منطقة المغرب العربي، ولولا التحذيرات الإسبانية والمعطيات التي كشفت عنها المصالح الإسبانية لما تم تفكيك هذه الشبكة الخطيرة التي تعمل على إرسال مقاتلين لشمال مالي لفائدة تنظيمات إرهابية سبق أن نفذت عمليات ضد القنصلية الجزائرية واختطاف دبلوماسيين جزائريين. ومعلوم أن إسبانيا أوقفت 60 مشتبها فيه بالانتماء أو العمل لصالح "داعش" في مدن إسبانية مختلفة، وذلك من خلال تنفيذ مصالحها لنحو 20 عملية أمنية، كما أوقفت 514 شخصا بتهمة الإرهاب منذ تفجيرات مدريد التي وقعت يوم 11 مارس 2004، حسب ما أوردته صحيفة "البايس" الإسبانية في عددها الصادر ليوم الجمعة.