"ليس هناك شغور في منصب الرئيس ولكن هناك فراغ خطير في الرئاسة" دعا رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة إلى تنظيم ندوة وطنية جامعة بخصوص الدستور التوافقي الذي أجريت بشأنه قبل ثلاثة أشهر، مشاورات سياسية واسعة، متسائلا عن أسباب تأخر السلطة في تقديم ما وصلت إليه المشاورات دون مبرر. وقال مناصرة أمس خلال إشرافه على افتتاح اللقاء الرابع لمسؤولي الطلبة في جبهة التغيير، أن السلطة تبدي تأخرا في التعامل مع الأحداث والتطورات في موضوع مشاورات تعديل الدستور وطالب الرئاسة بتقديم الرد حول المقترحات، لأن التأخير غير مقبول وهو لا يقدم حلولا للوضع. كما دعا إلى جولة ثانية من المشاورات وتنظيم ندوة وطنية جامعة بغية الوصول إلى دستور توافقي ديمقراطي. ودعا مناصرة الطلبة المنخرطين في التنظيم إلى ضرورة "تغيير واصلاح الأوضاع الحالية التي إذا ما استمرت على ما هي عليه، فإنها آيلة إلى الفوضى والضغط الذي يولد الانفجار". داعيا إياهم إلى الأخذ على عاتقهم مهام تبليغ رسالة العلم والمعرفة والسعي إلى "التغيير والإصلاح في هذا الظرف الذي تعيشه الجزائر"، وأضاف مناصرة بأن الطلبة الجزائريين "مدعوون اليوم لأن يصنعوا الحياة لأنفسهم ولوطنهم وللشعب على غرار ما فعله آباؤهم وأجدادهم، وهي أكبر مهمة منوطة بهذه الشريحة على الرغم من كونها شاقة وصعبة"، مؤكدا لعب ورقة الطلبة في إحداث بعض الأثر على الساحة السياسية، مؤكدا أن جبهة التغيير "تريد أن توصل من خلال نشاط طلبتها عبر كافة جامعات ومعاهد الجزائر رسالة العلم والمعرفة التي لا يمكن لأي دولة مهما كانت أن تتطور من دونها". وأبدى أسفه لتركيز جهود الحكومة على "تنمية الجانب الهيكلي والمؤسساتي لقطاع التعليم العالي بدلا من الاهتمام أكثر بجودة ومحتوى التعليم وتطوير البرامج". كما تطرق مناصرة إلى وصع الجزائر وقال إن هناك فراغ قيادي في الدولة، حيث لا يوجد حسبه شغور في منصب الرئاسة ولكن هناك فراغ خطير في الرئاسة، مضيفا أن الظروف الصعبة تتطلب حضورا متزايد (داخليا وخارجيا) لطمأنة المواطنين على يومهم وغذائهم ومصالحهم وأحوالهم الداخلية وجيرانهم.. "هذا الوضع المتميز بالفراغ القيادي تجعل المواطنين في حالة رعب وحالة خوف". وخلال تطرقه للوضع الأمني، أدان مناصرة كل محاولات إعادة تغذية الإرهاب في الجزائر من خلال إعادة تغذية الإرهاب المعولم وليس الإرهاب المحلي الذي انتهى، وأكد أن آخر عملية إرهابية عالمية تمت بامتياز والمتعلقة بإعدام الرهينة الفرنسية ليست لها علاقة بالجزائر والمطالب لها علاقة بفرنسا وسوريا والعراق، إلا أن الأرض جزائرية للاسف الشديد، مشيرا إلى وجود مخطط خارجي لتغذية الإرهاب في الجزائر الذي يتغذى باللاأمن وركود الحياة السياسية وفراغ قيادي والعجز الإداري وبعض المواقف الخاطئة.