أعلن زعيم جماعة أنصار الشريعة في ليبيا في رسالة عبر الفيديو أن الجماعة تأمل في إحكام سيطرتها على مدينة بنغازي بشرق ليبيا من القوات الموالية للحكومة في الأيام المقبلة، لكنها لن تسعى للسيطرة على مدن أخرى. وتقدم أعضاء أنصار الشريعة صوب مطار بنغازي المعقل الأخير للقوات الموالية للحكومة في المدينة الساحلية واستولى المسلحون بالفعل على عدة معسكرات للجيش. وبعد ثلاث سنوات من الحرب الأهلية التي أطاحت بمعمر القذافي تعيش ليبيا حالة من الفوضى. ويتحصن البرلمان المنتخب في طبرق شرقي بنغازي منذ فقدت الحكومة السيطرة على العاصمة طرابلس لصالح جماعة مسلحة من غرب البلاد في أوت الماضي. ويشعر مشرعون ودبلوماسيون غربيون بالقلق من أن تحول أنصار الشريعة أنظارها إلى طبرق في صراع يهدد بتقطيع أوصال البلاد المنتجة للنفط. وتتهم واشنطن الجماعة بتنفيذ هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي في 2012 أسفر عن مقتل السفير الأميركي. وقال محمد الزهاوي زعيم أنصار الشريعة الذين شكلوا مجلسهم المسمى بمجلس "شورى ثوار بنغازي"، في فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي إن المعركة في بنغازي ستنتهي في الأيام المقبلة. وأضاف "بنغازي صبرت كثيرا جدا ولكن قريبا ينتهي هذا النزيف وتعود بنغازي كما عهدناها وأفضل في ظل ابنائها يحمونها... لا نريد أن تنقل هذه المعارك إلى مدن أخرى." ويخشى دبلوماسيون من أن تصبح ليبيا دولة فاشلة إذ تحارب الحكومة الضعيفة المقاتلين السابقين الذين ساعدوا في الإطاحة بالقذافي لكنهم الآن يستخدمون أسلحتهم لإقامة مناطقهم الخاصة والحصول على حصة من عائدات النفط. ومنذ جويلية، تدور معارك يومية بين الميليشيات التي باتت تسيطر على القسم الاكبر من مدينة بنغازي والقوات الأمنية الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر. ويقود حفتر منذ 16 ماي الماضي حملة عسكرية باسم "الكرامة" تهدف كما يقول إلى اجتثاث الإرهاب في ليبيا، ويخوض مواجهات مع ائتلاف الكتائب والمقاتلين المتطرفين. وتتفق ليبيا مع الولاياتالمتحدة على تسمية جماعة أنصار الشريعة "جماعة إرهابية" وتتهمها بمقتل السفير الأمريكي كريس ستيفنز وثلاثة دبلوماسيين آخرين في هجمات تمت في بنغازي في العام 2012.