ذكر تقرير صادر عن الجمعية الدولية للدعاية أن القنوات الفضائية التلفزيونية تحقق خلال شهر رمضان من كل عام ما نسبته 50 المائة من عائدات الإشهار، بينما يفوق معدل الصرف الإعلاني خلال هذا الشهر معدلات الصرف خلال بقية شهور السنة بنسبة 65 في المائة·وحسب المصدر نفسه فإن قطاع التلفزيون يستحوذ على ما نسبته 57 في المائة من إجمالي الصرف الدعائي في منطقة الخليج العربي· بينما قال بندر عسيري خبير في صناعة الدعاية والإعلان إن المنتجات ذات الطابع الاستهلاكي السريع تستحوذ على غالبية المواد الدعائية التي تبثها القنوات التلفزيونية خلال الشهر، مؤكدا على هيمنة القنوات المرئية على الإشهار خلال هذا الشهر مقارنة ببقية الوسائط الدعائية مثل الصحف والمجلات ولوحات الشوارع· ويرجع عسيري ذلك إلى زيادة نسبة المشاهدة للقنوات في رمضان، إضافة إلى زيادة الاستخدام للمنتجات الاستهلاكية مثل الأطعمة والمشروبات·وحسب حصيلة دراسة وطنية عن مجمع ''سيقما'' فإن سوق الإشهار في الجزائر سجل خلال سنة 2009 نموا بقيمة 4,2 بالمائة بالنسبة لجميع وسائل الإعلام، كما هو الشأن بالنسبة للتلفزيون، الإذاعات والصحافة المكتوبة· وذكرت أن قيمة العائدات بلغت 2,166 مليون دولار وتحصل التلفزيون منها على حصة الأسد مسجلا 6,70 مليون دولار، تليها الجرائد الوطنية بقيمة عائدات تفوق 56 مليون دولار ثم اللوحات الإشهارية في المرتبة الثالثة ب 5,27 مليون دولار، وأخيرا القنوات الإذاعية ب 12 مليون دولار· وعلى الرغم من أن هذه الأرقام تعتبر القيم الصافية دون احتساب الرسوم من جهة والمفاوضات من جهة أخرى، إلاّ أنها تبقى ضعيفة نسبيا إذ من شأن التلفزيون دعم مكانتها في مجال الإشهار الذي أصبح في تراجع بفعل مواقع الإنترنت· وفي هذا السياق أشار المصدر نفسه إلى أنه بالمقارنة مع الدول المجاورة فإن الجزائر تحتل المرتبة الثانية بعد المغرب وقبل تونس، حيث بلغت في الأولى 562 مليون دولار بينما حققت عائدات الإشهار بتونس 6,102 مليون دولار، لتصل قيمة الاستهلاك لدى السوق المغاربية خلال العام الماضي 1,832 مليون دولار · وحسب المختصين فإن سوق الإشهار في الجزائر مرجح لتحقيق عائدات تصل إلى مليار دولار خلال العشر سنوات المقبلة، تبعا للنمو الاقتصادي المقدر ب 5 بالمائة الذي تشهده الجزائر، ومن المقرر أن يسمح ذلك ببروز الجزائر على رأس الدول المغاربية ومنافسة دول الخليج العربي التي حققت مؤخرا قفزة معتبرة في هذا المجال