كرمت وزيرة الثقافة خليدة تومي سهرة أول أمس ب''قاعة الموقار'' في العاصمة، عائلة فقيد الأغنية الشعبية الراحل عبد القادر قسوم الذي وافته المنية في ال 13 جويلية الماضي في البليدة بعد تعرضه لسكتة قلبية، وذلك في حفل افتتاح السهرات الفنية التي ينظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام في إطار الشهر الفضيل· وانطلقت السهرة بعرض مجموعة من الصور تجسد المشوار الفني للراحل منذ بدايته· وتعاقبت صور مأخوذة من حفلات الزفاف وسهرات رمضانية وتسجيلات تلفزيونية و''بورتريهات'' فنية على أنغام أغنية ''شهيلة لعياني'' التي أداها عبد القادر قسوم بصوته العذب واللطيف· وتخللت السهرة تسجيلات صوتية لتقديم بعض العناصر من السيرة الذاتية للفنان الراحل أو سرد مراحل من حياته الفنية·وشارك في الحفل نخبة من الفنانين قدموا وصلات التراث الموسيقي الشعبي· وارتدت ''قاعة الموقار'' ديكورا يعكس موضوع السهرة من خلال الأضواء الهادئة التي سلطت على كرسي الأستاذ المغلف بقماش أسود وآلته الموسيقية ''المندول''· وقبل بداية الحفل، حيا الموسيقيون عبر منشط السهرة روح الفنان الفقيد وأشادوا بحبه لموسيقى الشعبي راجين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جنانه· وقال الفنانون ''وحتى وإن رحلت عنا ستبقى صورك كفنان موهوب ورجل عاقل ومتواضع راسخة في أذهانها لأنك تحتل مكانة كبيرة في قلوبنا يا قسوم·· لن ننساك لأنك النجم الذي سيلمع أبديا في سماء موسيقى الشعبي''· وكان الراحل قد بدأ مشواره الفني بالعزف على الناي و''الهارمونيكا'' وهو في سن الثامنة، ليحتك في بداياته الفنية بأعمال الحاج مريزق، لينتقل لاحقا إلى أعمال الحاج محفوظ ''بالله يا الشمعة''· وبعد التكوين الذي تلقاه في مدرسة الشيخ صالحي، تمكن من إحياء بعض الحفلات العائلية ليؤسس سنة 1966 فرقته الخاصة الأولى خفية عن معلميه· وظهر للمرة الأولى في نفس السنة عبر أمواج الإذاعة الوطنية رفقة الفنان رابح درياسة، لكن هذه التجربة لم تكن ناجحة بالنسبة إليه، ولذلك ابتعد عن الغناء ثم عاد إلى الساحة الفنية سنة 1969 بمناسبة مهرجان الأغنية الشعبية، حيث حصل خلاله على الجائزة الأولى بعد أدائه لأغنية ''جا للكون باش ينذكر''· وانتقل عبد القادر قسوم بعد ذلك إلى التلفزيون حيث قدم حفله الأول رفقة فرقته الموسيقية سنة 1970 وقد لقي الفنان تشجيعا كبيرا من طرف ''بوعلام جنادي'' و''دحمان بن عاشور'' و''محمد مسراوي'' والفنان ''رشيد محمد''· وفي سنة 1974 سجل الفنان الراحل بعض الأغاني ليطلق في سنة 1976 ألبومه الأول؛ وكان ذلك بمساعدة مصطفى سكندراني ومحبوب باتي، ليدخل لاحقا تجربة الأغاني القصيرة بعد تأديته لأغنية ''يا يحلا ويعيش بيه حاجبي·'' وفي سنة 1989 قدم اقتراحه الفني لدار الإنتاج ''الألحان'' حيث سجل أغانيه الخاصة وبعض أغاني محمد طوبال ونور الدين بن غالي ومحمد وجدي وغيرهم، حيث حمل شريطه الموسيقي العديد من الأغاني على غرار ''الكاوي'' و''صبرني التهام'' و''لحباب عملو لويلة'' و''شهلة لعياني'' ليلقى شهرة ورواجا منقطع النظير·