عبر العديد من الفنانين في حديثهم ل''البلاد'' عن تأثرهم وصدمتهم إثر رحيل أحد أعلام الأغنية الشعبية عبد القادر قسوم الذي وافته المنية أول أمس بمدينة البليدة وهو على متن سيارة أجرة بعدما أصيب بسكتة قلبية مفاجئة، حيث نقل الفقيد على جناح السرعة مستشفى ''فرانس فانون'' غير أن القدر كان أسرع من الأطباء الذين حاولوا إنقاذه لتفقد الساحة الفنية أحد أهم أقطابها الذي ووري الثرى عقب صلاة ظهر أمس· وفي أول رد فعل رسمي، سارعت وزيرة الثقافة خليدة تومي التعبير عن حزنها الشديد ومواساة عائلة الفقيد في مصابها، في حين عاد بعض رموز الأغنية الشعبية ومن عرفوا عبد القادر قسوم في حديثهم ل''البلاد''، للتذكير بخصال الراحل والفراغ الكبير الذي تركه في الساحة الفنية والثقافية· وفي هذا الصدد قال دحمان عيساوي، وهو أستاذ باحث ومهتم بالتراث والأغنية الشعبية إن الفقيد كان قدوة للمجتمع الجزائري، كما لم يتردد ''الشيخ دحمان''، كما يلقب، في الحديث عن خصال الفنان وما تميز به، مؤكدا أن غيابه يشكل خسارة فنية كبيرة، خصوصا أن عبد القادر قسوم يعد أحد أهم ممثلي أغنية ''الشعبي'' خارج الجزائر، قبل أن يضيف ''كان المرحوم صادقا ومحبا للحياة وعاشقا للفن منذ نعومة أظافره، ولا يتوانى عن القيام بواجبه·· لن أنساه ما حييت''· ومن جانبه، قال فنان الأغنية الشعبية عبد القادر شاعو بنبرة حزن تتخلل صوته الشجي، إنه لم يصدق خبر وفاة الفنان عبد القادر قسوم لأنهما كانا سويا يسجلان بعضا من الأغاني حتى تكون جاهزة شهر رمضان القادم، مضيفا أن الفقيد لم يكن يشكو من المرض وأن موته كان أمرا مفاجئا ''لا أتوقف لحظة عن التفكير فيه منذ أن سمعت خبر موته''· كما أكد محدثنا أن الراحل كان صديقا عزيزا ومقربا لديه وأنه ترك بصمة مميزة في الأغنية الشعبية· وفي السياق ذاته، أدلى الإعلامي المتخصص في الأغنية الشعبية محمد بلعربي بدلوه واتفق مع سابقيه في كون وفاة عبد القادر قسوم تعد خسارة كبيرة، كاشفا أنهما كانا سويا قبل 15 يوما في لقاء أثيري على أمواج القناة الإذاعية الأولى، أين حظي الراحل بتكريم يقول عنه محدثنا ''لم يكن يعلم أنه الأخير في حياته'' ليعود ويؤكد أن الراحل كان صديقا عزيزا عليه ويشهد له بحسن صنيعه في الفن وإتقانه لعمله وحرصه وتفانيه على الظهور بشكل مشرف له وللجزائر، مضيفا أن عبد القادر قسوم يعد رمزا للأغنية الشعبية خصوصا أنه تحصل سنة 1969 على الجائزة الأولى في إطار المهرجان الوطني للأغنية الشعبية· ومن جهتها أبدت الفنانة نادية بن يوسف حزنها العميق لدى سماعها خبر وفاة الفنان وقالت إنها لا تصدق إلى حد الساعة هذا الأمر الذي حل عليها ك''الصاعقة''، مؤكدة أن الفقيد كان مميزا من خلال حضوره الفني المؤثر وأخلاقه الحميدة، وزميلا عزيزا لم يذكر له موقف مشين طيلة عملهما سوية، قبل أن تضيف بنبرة تأثر أنه كان فنانا محترما تمكن من احتلال مكانة هامة بين الأسماء البارزة في الأغنية الشعبية حتى أصبح واحدا منها، على حد تعبيرها·