كشفت مصادر من داخل مدينة "عين العرب"، كوباني، الحدودية السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أن المدينة شهدت الليلة الماضية أعنف قتال منذ أيام. فيما هاجم تنظيم داعش المقاتلين الأكراد بقذائف مورتر وسيارات ملغومة. ولفت المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن التنظيم أطلق ما يقارب 44 قذيفة مورتر السبت، في حين أطلق 4 قذائف أخرى اليوم الأحد. ومن جهته، قال عبد الرحمن جوك وهو صحفي في كوباني "شهدنا أعنف اشتباكات منذ أيام وربما منذ أسبوع الليلة ما قبل الماضية. هاجمنا داعش من 3 نواح مختلفة من بينها ناحية مبنى البلدية والسوق. وتابع شارحاً أن "الاشتباكات استمرت حتى صباح أمس، حيث قمنا بجولة بالمدينة في الصباح الباكر ورأينا الكثير من السيارات المحطمة في الشوارع وقذائف المورتر التي لم تنفجر". وذكر المرصد أن التنظيم شن هجومين بسيارتين ملغومتين مستهدفا مواقع كردية مساء أمس أول السبت ما أسفر عن سقوط ضحايا. وتصاعدت سحابة من الدخان الأسود في سماء كوباني. وقالت مقاتلة في وحدات حماية الشعب السورية الكردية طلبت عدم نشر اسمها إن المقاتلين الأكراد تمكنوا من تفجير السيارتين الملغومتين قبل أن تصلا إلى أهدافهما. وأضافت "كانت هناك اشتباكات ليلة أمس في كل أنحاء كوباني.. وما زالت الاشتباكات مستمرة هذا الصباح". وفي الأثناء، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لن تشارك في أي عملية عسكرية ضد تنظيم "داعش" في سوريا ما لم تُلَب مطالبها، ومن بينها أن تشمل العملية النظام السوري. وقال أردوغان في تصريحات للصحفيين على متن الطائرة التي أقلته في رحلة العودة من العاصمة كابل إثر زيارة لأفغانستان استغرقت يوما واحدا، "تقدمت تركيا بأربعة طلبات للتحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة بشأن ما يجري في سوريا. طلبنا: إعلان منطقة حظر جوي، وإقامة منطقة آمنة شمالي سوريا، وتدريب السوريين وتزويدهم بالسلاح، وشن عملية ضد النظام السوري نفسه"، مضيفا أن بلاده لن تتنازل عن المطالب الأربعة التي عرضتها كشروط لمشاركتها في عمليات التحالف الدولي التي تستهدف تنظيم "داعش" في سوريا والعراق. وقبل أيام قالت مصادر أمريكية إن السلطات التركية ستفتح قاعدة "إنجرليك"، جنوبي تركيا، لطائرات التحالف الدولي، لكن أنقرة نفت أن تكون وافقت على ذلك. وزارت وفود سياسية وعسكرية أمريكية أنقرة في الأيام القليلة الماضية في محاولة لإقناع تركيا بالانخراط في العمليات العسكرية للتحالف، وتحدثت واشنطن عن "تقدم" في المحادثات بهذا الشأن. وفيما يتعلق بقاعدة إنجرليك، قال الرئيس التركي إن بلاده ستوافق على ما تراه مناسب بعد إجراء محادثات أمنية تركية أمريكية. وأكد أن المنطقة الآمنة التي تطالب تركيا بإقامتها شمالي سوريا ليست احتلالا، وأن الهدف منها هو حماية اللاجئين السوريين. من ناحية أخرى، أعرب عضو مجلس الشيوخ الأمريكي جون ماكين عن اعتقاده بأن تنظيم "داعش" ينتصر، وأنه قادر على فرض سيطرته على مطار بغداد. واعتبر ماكين في حديث لشبكة "سي أن أن" الأمريكية أن تنظيم "داعش" قادر على اختراق بغداد باستخدام المتفجرات والهجمات الانتحارية. وقال إن على الولاياتالمتحدة مراجعة ما تقوم به لأن القصف الجوي لا يجدي نفعا ولا بد من وجود مزيد من القوات البرية على الأرض، وفقا لتقديره. وطالب ماكين بتسليح قوات البشمركة الكردية لأنهم يستخدمون أسلحة قديمة في محاربة التنظيم الذي حصل على أسلحة نوعية بفضل استيلائه على مخازن أسلحة. وحذر من إقامة التنظيم "دولة الخلافة"، واعتبر أن هذه الخطوة من شأنها أن تشكل تهديدا حقيقا للولايات المتحدة.