كشف رئيس الحكومة التونسية المؤقتة، مهدي جمعة، أمس، عن إعداد مخطط جزائري تونسي خاص للتصدي لأي عمليات تسلل للعناصر الإرهابية على الحدود المشتركة. وأعلن جمعة عن عمليات نوعية يجري تنفيذها على الأرض بتنسيق محكم بين جيشي البلدين لمواجهة محاولات اختراق متكررة لجهاديين من ليبيا للقيام باعتداءات في تونسوالجزائر. وقال جمعة إن التنسيق الأمني والسياسي والاقتصادي مع الجزائر وصل إلى مستويات قياسية، مشيرًا إلى أنَّ البلدين يقومان بجهد كبير لمكافحة تسلل الارهابيين وتأمين الشريط الحدودي من خلال تعزيز التواجد الأمني على الحدود. وأوضح جمعة أنَّ حدود تونس "مهددة مع كل من ليبيا والجزائر، لكنَّ الخطر الأكبر يأتي من ليبيا". وأشار رئيس الجكومة التونسي إلى أنَّ الجماعات التي تم رصدها في تونس، للقيام بعمليات إرهابية تلقت الدعم اللوجيستي والمالي من مجموعات وميليشيات مسلحة داخل ليبيا. وتابع جمعة خلال لقاء تلفزيوني في برنامج "بصراحة" على فضائية "سكاي نيوز عربية" يبث مساء اليوم الأحد، أنَّ الوضع بالغ الخطورة في ليبيا بسبب عدم وجود سلطة مركزية متمكنة تحمي الحدود، لافتًا إلى أنَّ تونس مَن تقوم بحماية الحدود من جانب واحد، على حد تعبيره. وأكد جمعة أنَّ حدود بلاده مهددة بسبب التدهور الأمني في ليبيا، معتبرًا اياه بمثابة خطرٍ على المستقبل الأمني في تونس. وشدد رئيس الجهاز التنفيذي التونسي على أنه تم "التوصل من خلال التحقيقات الأمنية إلى أن كافة العمليات الإرهابية التي تم إجهاضها مدعومة لوجيتسياً سواء بالمال أو السلاح أو التدريب في ليبيا". وأكد جمعة على "وجود تنسيق أمني وسياسي واقتصادي مع الجزائر على أعلى المستويات لمواجهات التحديات المشتركة"، مشيرا إلى أن "البلدين يقومان بجهد كبير لمكافحة تسلل الإرهابيين والتنظيمات الجهادية على طول الحدود". وأكد جمعة أن تفجر الوضع الأمني في ليبيا يمثل أكبر تهديد للأمن القومي في تونسوالجزائر والمنطقة عموما، مضيفا "لدينا معلومات هي أساسا المناطق الحدودية، لأن المناطق المشتركة مع ليبيا أنتم تعرفون الوضع مع ليبيا فيه مخاطر واضطرابات أمنية كبيرة"، وتابع "عززنا حضورنا الأمني، خصوصا على الحدود مع الجزائر وليبيا وعشرات الآلاف من الجنود والشرطة سيؤمّنون الانتخابات التي ستجرى اليوم". وأفاد رئيس الحكومة التونسي: "رغم كل التهديدات الجدية، فإن الانتخابات ستنجح اليوم، وستجرى في مناخ من الأمن، ونحن انتهينا من وضع خطط أمنية عاجلة لمواجهة أي طوارئ محتملة لا قدّر الله"، مشيراً إلى أن "تونس أحكمت الحصار على هذه المجموعات المتحصنة بالجبال والتي تنسق مع إرهابيين في ليبيا"، التي وصفها بأنها "مصدر السلاح الرئيسي للجهاديين". وقال إن "عدد هذه المجموعات من أنصار الشريعة في الجبال، والتي لها صلات بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي لا تتجاوز بضعة عشرات". وتتحسب تونس لأي هجمات من جماعات متشددة بينما يستعد ملايين التونسيين للتوجه اليوم إلى مكاتب الاقتراع لإجراء انتخابات برلمانية هذا وأخرى رئاسية شهر نوفمبر المقبل.