ستشرع الجزائر في أول عملية ترحيل خاصة باللاجئين الوافدين من دولة النيجر قبل نهاية السنة الجارية، فيما سخر الهلال الأحمر الجزائري كل الإمكانات المادية والمعنوية للتكفل بنقل ضيوف وجيران الجزائر في أفضل الظروف الإنسانية بالتنسيق مع مختلف الشركاء الجزائريين والأجانب. وكشفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلسو عن أن الجزائر تسعى بكل الوسائل لإنجاح عملية ترحيل اللاجئين الأفارقة على كل المستويات الإنسانية والتنظيمية بهدف إعطاء صورة مشرفة للمجتمع الدولي عن الجزائر، مؤكدة في الندوة الصحافية التي عقدتها صباح أمس بمقر الهلال بالعاصمة، أن عملية ترحيل اللاجئين الوافدين من دولة النيجر جاءت بناء على طلب حكومة بلادهم، وأن الجزائر ستتكفل بكل الإمكانات المتعلقة بعملية نقلهم إلى وطنهم في ظروف إنسانية مريحة من خلال توفير مراكز إيواء بمختلف مناطق البلاد، تتوفر على كل ظروف العيش الكريم. وقالت بن حبيلس "ملف اللاجئين إنساني وليس سياسي، والحكومة الجزائرية كلفت الهلال الأحمر الجزائري للتكفل بملف اللاجئين، ونحن كهيئة إنسانية شرعنا في عملية التحضير لهذه العملية الإنسانية الضخمة بهدف تشريف سمعة الجزائر دوليا من جهة، وإظهار مدى تضامن الشعب الجزائري مع جيرانه وإخوانه الأفارقة في مثل هذه ظل الظروف الصعبة التي تمر بها بلدانهم". وأكدت رئيس الهلال الأحمر الجزائر أن عملية الترحيل الأولى ستقتصر فقط على الوافدين من دولة النيجر، وهذا بناء على طلب حكومة بلدهم، إضافة إلى كون أغلبية هؤلاء اللاجئين يشكلون 90 بالمائة عائلات مكونة من نساء حوامل وأطفال رضع، مضيفة بأن الهلال الأحمر الجزائر تلقى وعودا بالمساعدة في هذا الملف من طرف دولة أوروبية رفضت الكشف عن اسمها لأسباب خاصة، على حد قولها، أما فيما يتعلق باللاجئين الوافدين من مالي، أوضحت أن مالي تعاني من الإرهاب حاليا، لذلك استبعدت ترحيل اللاجئين الماليين حاليا، لكنها بالمقابل أكدت على الدور البارز الدي تقوم بها الجزائر لإعادة الأمن والاستقرار لهذه الدولة الجارة من خلال الحوار "المالي المالي" الذي تشرف عليه الجزائر. وبخصوص استعدادات الجزائر لهذه العملية الإنسانية الضخمة، كشف سعيدة بن حبيلس عن أن عملية الترحيل ستقوم على مرحلتين، الأولى هي جمع اللاجئين من كل ولايات الجزائر ونقلهم إلى مركز الإيواء الرئيسي بتمنراست، والثانية نقلهم من تمنراست إلى وطنهم، حيث خصص في هذا الإطار الهلال الأحمر غلافا ماليا قدر ب40 مليار سنتيم موجهة لإطعام وإيواء ونقل اللاجئين النيجيريين، وهذا بالتنسيق مع كل شركاء وأصدقاء الهلال الأحمر الجزائري على غرار وزارة التضامن ووزارة الصحة ووزارة النقل، إضافة إلى المتطوعين وبعض الشركاء الأجانب من حكومات وجمعيات إنسانية.