تراجعت حدة التظاهرات وأعمال الشغب في ولاية ميزوري الأمريكية، بعدما بثت محطة "أي بي سي" في ساعة متأخرة من مساء أول أمس، مقابلة حصرية مع قاتل الشاب من ذوي البشرة السمراء مايكل براون تحدث خلالها الشرطي القاتل دايرن ويلسون إلى الأميركيين للمرة الأولى عن ملابسات إطلاقه النار على براون في أوت الماضي. وأعرب ويلسون عن أسفه لوفاة براون، وتعاطفه مع أسرته، غير أنه دافع عن تصرفه قائلاً إنه كان يؤدي عمله، ولو عادت عجلة الساعة إلى الوراء لما تراجع عن إطلاق النار على براون دفاعاً عن نفسه. وحاول الشرطي في المقابلة إقناع الأمريكيين بأنه تصرف وفقاً للتدريب الذي تلقاه، وأنه كان أمام خيارين صعبين، إما أن يمسي قاتلاً أو يصبح قتيلاً، فاختار الدفاع عن حياته بإزهاق حياة المهاجم الضحية. لكن منتقدي الشرطي القاتل في تصرفه من المعلقين في محطات التلفزة الأميركية الأخرى أشاروا إلى أن الاحتجاجات سوف تستمر عدة أيام أخرى على الأقل، وأن بعض مضامين المقابلة سوف يساهم في صب المزيد من الزيت على النار وليس العكس. ويعرف الأمريكيون أن رجال الشرطة في بلادهم يدربون على السرعة في رد الفعل والمبادرة كي لا يسقطوا ضحايا، خصوصاً أن الولاياتالمتحدة تأتي على رأس قائمة دول العالم في نسبة انتشار السلاح الشخصي بين المواطنين، ويضمن الدستور الأمريكي حق حمل السلاح لأي مواطن ضمن حدود القانون. ومع ذلك، فإن حادثة قتل الشاب الأسود قد تسبّبت في اندلاع موجتين عارمتين من الاحتجاجات في ولاية ميزوري وخارجها، الأولى في الصيف المنصرم عقب الحادث مباشرة، والثانية اندلعت مساء الاثنين فور صدور حكم هيئة محلفين بعدم توجيه أي تهمه جنائية إلى القاتل المعترف بفعلته، وأدّت إلى نشر ما يقارب الألفين من عناصر الحرس الوطني في ولاية ميزوري لمحاصرة الاحتجاجات. وفي إشارة إلى البعد العنصري للحادثة، سألت محطة "أي بي سي" الشرطي القاتل ما إن كان سيطلق نيران مسدسه على المهاجم لو لم يكن من ذوي البشرة السوداء، فأجاب بشيء من الثقة :"بكل تأكيد.. كنت سأطلق النار عليه". وشدّد على أن لون بشرة الضحية لم يكن له أي دور في قرار الضغط على زناد مسدسه، بل إن الأمر الحاسم في تصرفه هو ضخامة جسد المهاجم طولاً وعرضاً، وقوّته البدنية "الهائلة". ومن جانبه، انتقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما المشاركين في أحداث الشغب، قائلاً إن كل من يدمر الممتلكات يجب أن يقدم للمحاكمة. وحث الأميركيين الذين أغضبهم قرار المحكمة على العمل معاً لتحسين العلاقات بين الطوائف العرقية. وأضاف أوباما في كلمة ألقاها في شيكاجو يوم أمس الثلاثاء أن "إحراق المباني وإضرام النيران في السيارات وتدمير الممتلكات وتعريض الناس للخطر، أعمال تخريبية ولا توجد ذريعة تبرر تلك الأعمال الجنائية". من ناحية أخرى، أعلنت المسؤولة السابقة في وزارة الدفاع الأمريكية ميشيل فلورني انسحابها من سباق خلافة وزير الدفاع تشاك هيغل الذي استقال الاثنين الماضي. وقال مصدر مقرب من هذا الملف إن فلورني التي كانت تشغل المنصب الثالث في البنتاغون والمرشحة الأوفر حظا لخلافة هيغل كتبت إلى مجلس إدارة مركز الأبحاث الذي تترأسه وأسسته "سنتر فور أنيو أميركان سيكوريتي" أنها سحبت ترشيحها للمنصب. وأضاف المصدر أن الخبيرة الإستراتيجية والمسؤولة السابقة لشؤون السياسات بررت انسحابها لأسباب عائلية.