بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على مقتل الشاب الأسود مايكل براون في فيرغسون تجددت الاحتجاجات بالولايات المتحدة ضد عنف الشرطة والعنصرية على خلفية تبرئة الشرطي قاتل براون. وشهدت مدينة فيرغسون بولاية ميزوري احتجاجات عارمة. وتضامنا مع سكانها بدأت تحركات احتجاجية مماثلة في المدن الأمريكية الكبرى، وعلى رأسها نيويورك وشيكاغو والعاصمة واشنطن.
مقتل مايكل براون وانفجار غضب سكان فيرغسون وكان الشاب الأسود الأعزل مايكل براون (18 عاما) قد قتل وضح النهار على يد ضابط شرطة دارين ولسون في فيرغسون بضواحي مدينة سانت لويس في 9 اوت الماضي، وذلك بعد خروجه من مخزن للمشروبات الروحية حيث اتهم بسرقة علبة سيجار. وتجدر الإشارة إلى أن براون لم يحاكم ولم يحتجز من قبل الشرطة قبل مقتله. ورغم أن نسبة السود في هذه المدينة، التي يقطنها21 ألف نسمة، تصل إلى 70% تقريبا إلا أن شرطة فيرغسون لاتضم سوى ثلاثة أفراد منهم مقابل 50 فردا أبيض. وكانت الشرطة تتكتم لفترة طويلة على هوية الضابط، فيما أكد شهود عيان من البداية أنه كان أبيض. وأشارت نتائج الفحص الأولي حينها إلى عدم العثور على آثار بارود على جثة براون، أي أنه قتل بعد إطلاق النار عليه عن بعد. كما تدل آثار الطلقات النارية على جثته على أنه كان يواجه قاتله ويلسون وجها للوجه. وأثار هذا الحادث غضب سكان المدينة وأدى إلى احتجاجات ومواجهات مع الشرطة. ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 14 اوت إلى "السلام والهدوء" في فيرغسون قبل أن يقرر محافظ ميزوري جاي نيكسون في 18 من الشهر نفسه نشر الحرس الوطني في المنطقة. ودفعت الاحتجاجات الإدارة الأمريكية إلى التفكير في إعادة النظر في الأسلحة التي تستخدمها الشرطة الأمريكية وسن قوانين فيدرالية من أجل تخفيف تسليح الشرطة الأمريكية، وإعادة النظر في القوانين التي سنت بعد 11 سبتمبر 2001، ومُنحت الشرطة الأمريكية صلاحيات واسعة في مواجهة خطر الإرهاب. شارك آلاف الأمريكيين في 25 أوت في جنازة مايكل براون، وأرسل الرئيس الأمريكي باراك أوباما 3 ممثلين عن البيت الأبيض لحضور مراسم دفن الشاب الأسود. اعتقل عدة أشخاص في مدينة "نيويورك" الأمريكية في اليوم الثاني من المظاهرات المنددة بقرار هيئة محلفين في ولاية "ميسوري" بعدم ملاحقة شرطي أبيض قتل شاب أسود. وسار مئات من المتظاهرين في شوارع "نيويورك" في تجمعات مختلفة منددين بقرار هيئة المحلفين الذي صدر مساء الاثنين بعدم ملاحقة الشرطي دارين ويلسون الذي قتل في 9 اوت الماضي في "فرغوسن" الشاب مايكل براون البالغ من العمر 18 عاما. وبالرغم من أن المتظاهرين كانوا هادئين ولم يقوموا بأعمال عنف فإن اثنين من قادة التجمعات قد اعتقلا لقيامهما بعرقلة حركة المرور في حي "تايمز سكير" و"حي لينكولن تنيل" الذي يصل مانهاتن بنيوجرزي. و قال متحدث باسم شرطة نيويورك "لقد تم ايقاف عدة اشخاص .ليس بحوزتنا حاليا العدد بالتدقيق" دون ان يعطي المزيد من التفاصيل. و قد اتفقت مجموعة من المتظاهرين على الالتقاء في يونيون سكير في جنوب مانهاتن قبل البدء في مسيرة في الشوارع مع تغيير الاتجاه كل مرة من اجل التخلص من مراقبة الشرطة. و كتبت في احد لافتات المتظاهرين "السجن للشرطة القاتلة" ."نطالب بالعدالة لفرغوسن". و يوجد من بين المتظاهرين اعضاء في الحزب الخضر لبروكلين و كذا من جمعيات يسارية .