تشير المعطيات إلى أن مصطلح ''الدخول الأدبي'' في الجزائر يرتبط عادة ب''العودة'' إلى تنظيم التظاهرات أو استئناف بعض النشاطات الأدبية والثقافية التي لا ''يليق'' تنظيمها خلال فصل الصيف والتي تكتسي عادة الطابع الفلكلوري على غرار الأسابيع الثقافية الولائية التي تقام هنا وهناك· وفي الوقت الذي يرتبط الدخول الأدبي والثقافي في فرنسا التي تمثل ''عاصمة'' العديد من المثقفين الجزائريين على غرار أنور بن مالك وياسمينة خضرة ومايسة باي، بحجم الكتب التي تصدر مع بداية شهر سبتمبر لتدخل غمار المنافسة لحصد أهم الجوائز، يبقى ''الدخول الأدبي'' في الجزائر مرتبطا ب''المعرض الدولي للكتاب'' الذي يسارع إليه غالبية الناشرين الجزائريين لتحقيق أكبر نسبة من المبيعات كون التظاهرة تعد الوحيدة التي تنتعش فيها ''تجارتهم'' في غياب البديل· وبعيدا عن هذا، يجمع غالبية المراقبين على أن مفهوم ''الدخول الأدبي'' لدى الكتاب الجزائريين يرتبط عادة بفرنسا التي ينشرون فيها، ومن هنا تشير المعلومات المتوفرة لحد الآن إلى أن فرنسا تقترب من إصدار 005 رواية ينتظر أن تكون جاهزة قبل نهاية الشهر القادم، وذلك ما يمثل تراجعا مقارنة بالدخول الأدبي للسنة الماضية التي شهدت إصدار 956 رواية مقابل 727 سنة ·7002 ويفسر المراقبون الأمر من باب ''تبعات الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلدان الأوروبية'' ·وفي السياق ذاته، ستكون المنافسة كبيرة بين الروايات الفرنسية للحصول على كبريات الجوائز الأدبية على غرار ''الغونكور'' و''رونودو'' و''فيمينا'' وجائزة الأكاديمية الفرنسية، إضافة إلى التسابق لنيل أكبر مساحات عرض في المكتبات والمعارض الدولية، إلى جانب الدعاية والإعلام· ويشهد الدخول الأدبي الفرنسي هذا الموسم حالة من ''الهدوء'' مقارنة بالمواسم السابقة التي عرفت موجة انتقادات في الأوساط الفكرية والدينية وجهت إلى كتاب ''البروفسور شلومو صاند'' الذي أصدرته ''فايار'' والمعنون ب''كيف تم اختراع الشعب اليهودي'' حيث يتساءل أستاذ التاريخ بجامعة تل أبيب فيه حول ''متى ظهر الشعب اليهودي إلى الوجود·· منذ أربعة آلاف سنة، أم أنه لم يوجد إلا عبر أقلام مؤرخي القرن التاسع عشر، الذين باستعراضهم لأحداث الماضي، شكلوا صورة متخيلة، من شأنها أن تتمخض عن أمة في المستقبل''·من ناحية أخرى، لا تقتصر الرواية هذا العام على الفرنسيين فقط، بل توجد إصدارات ترجمات لروايات عالمية، مما يتيح للقارئ الفرنسي أن يعرف مستوى الروايات في دول ولغات أخرى، ومن هنا يرى المراقبون أن عملية تقديم الرواية وإيصالها تطرح مشاكل إما بالنسبة للقارئ أو المؤلف على حد سواء، حيث أن كثيرا من الروايات المهمة والواعدة لا تصل بسهولة إلى القارئ، في حين تصل غيرها إليه بطريقة تفوق الإشباع، وفي هذا الإطار يقفز اسم الروائي ''ميشيل ويلبيك'' في رواياته الجديدة إلى الواجهة، وسط احتفال لا نظير له من قبل الصحافة الأدبية، ووصل الأمر إلى أن البعض تنبأ له بجائزة ''الغونكور'' مبكرا، وهو ما يؤثر سلبا على القارئ العادي، الذي يدفع لشراء روايته ''الخريطة والأرض'' الصادرة عن ''دار فلاماريون''·