ملف مزدوجي الجنسية يؤرق مصالح الأمن الأوروبية أفادت مسؤولة مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، جيل كيرشوف، بأن الحكومات الأوروبية شرعت في التنسيق مع حكومات شمال إفريقيا، من بينها الجزائر للتحقيق في صلات التجنيد التي تستهدف المهاجرين مزدوجي الجنسية والمواطنين الأوروبيين. وكشفت كريشنوف أن "الاتحاد الأوروبي سيطلق خلية مركزية في بروكسل تضم مستشارين وخبراء أمنيين لمساعدة الدول الأعضاء في محاربة الحملات الدعائية للمتطرفين وأساليب خلايا التجنيد في الإيقاع بالضحايا من الشباب من الجنسين". وكشف مصدر مأذون أن الحكومة الفرنسية هي من تقدمت باقتراح لتكثيف الجهود مع أجهزة الأمن المغاربية، خاصة في الجزائر التي تمكنت من تفكيك عشرات خلايا التجنيد في ظرف وجيز، حيث جاء المقترح في أعقاب زيارة وزير الداخلية الفرنسي الشهر الماضي. وفي هذا السياق طلبت السلطات الفرنسية من نظيرتها الجزائرية التعاون لتوفير معلومات حول تواجد مواطنين فرنسيين من أصول جزائرية في الجزائر، بعد تسجيل حالات اختفاء لمئات الأشخاص في ظروف غامضة، حيث تحوم شبهات حول تنقلهم للقتال في سوريا أو العراق. وتشير مصادرنا إلى أن ملف مزدوجي الجنسية يؤرق أجهزة الأمن الفرنسية وعددا من البلدان الأوروبية التي شددت على مدها بمعطيات استخباراتية لتحديد مصير المختفين. وفي السياق، أعلنت مسؤولة مكافحة الإرهاب عن أن الاتحاد يعتزم إنشاء خلية مستشارين في بلجيكا لمساعدة الدول الأعضاء في محاربة الحملات الدعائية للمتطرفين من أجل الحد من طرق التجنيد. فمصطلح "دعاية التطرف" على حد قولها قد يكون "أحد أحدث مصطلحات العام وأكثرها إرباكاً دولياً، فإلى جانب الممارسات الإرهابية والبطش بالسلاح، ظهر العام الماضي ملف تجنيد المتطرفين الذي اكتشف أن الأنترنت هو أحد أبرز الطرق إليه". فقد أعلن الاتحاد الأوروبي، الذي يسعى جاهداً لمحاربة ظاهرة التطرف وتجنيد المقاتلين، عن أحدث مساعيه في هذا الشأن، بإطلاق خلية مستشارين تضم أكفأ الخبراء الأمنيين والمتخصصين في الإعلام الآلي والقانونيين في بلجيكا يمكن للحكومات الأعضاء استشارتها في مجال مكافحة دعاية التطرف. والخلية التي أعلن عنها مسؤول مكافحة الإرهاب في الاتحاد ستتكون مبدئياً من 5 أو 6 خبراء يقدمون أفكاراً حول سبل مكافحة الوسائل الدعائية التي يتبعها المتطرفون في التجنيد والدعاية لجرائمهم، خاصة بعد أن كان لهذه الدعاية دور في تجنيد أكثر من 15 ألف مقاتل أجنبي، نحو 3 آلاف منهم أوروبيون، وفق تقديرات وكالة الاستخبارات الأمريكية. وقد يكون المشروع الذي لم ينته إعداده بعد الخطوة الأحدث، لكنها ليست الأولى للاتحاد مجتمعاً والدول فرادى التي تسعى من خلالها أوروبا إلى محاربة التطرف وإبعاد شبحه عنه، وهو الذي أظهرت الأحداث خلال الأعوام الماضية أن خطره أقرب للغرب مما تصور قادته.