فضل أمس برنار كوشنار وزير الخارجية الفرنسي في تصريحاته الإعلامية الأولى بخصوص الرعايا الفرنسيين الخمس المختطفين فجر أول أمس الخميس على بعد حوالي 1000 كلم عن العاصمة نيامي بالنيجر تبني موقف الانتظار والترقب، رافضا الإسراع في إصدار الأحكام والجزم بتحميل تنظيم ما يسمى ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' مسؤولية الاختطاف ويبدو من تصريحات مسؤول الدبلوماسية الفرنسية أن هذا الأخير يكون قد استأنس بعدم صدور بيان من ''القاعدة'' يتبنى العملية لتعزيز موقف الحذر لدى الكيدورسي. فيما أعلن الوزير الفرنسي أن الجيش النيجري استنفر عناصره مرجحا أن تكون وجهة المختطفين نحو الحدود الجزائرية المالية وهو ما يمكن اعتباره رسالة ضمنية من وزير الخارجية الفرنسي تحمل في طياتها الكثير من معاني استخلاص دروس خطيئة محاولة تحرير الرهينة جيرمانو الأمر الذي دفع بكوشنير إلى تقديم قراءات ثلاث جديدة فيها احتمال أن تكون قبائل النيجر وراء عملية الاختطاف وذلك على خلفية خلافاتها مع الحكومة المركزية في النيجر. أما الاحتمال الثاني الوارد فيتمثل في بروز عملية المناولة في عملية الاختطاف بحيث يكون قد قام بالعملية غير الإرهابيين على أن تباع الرهائن لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي غير أن كوشنار لم يستبعد أن يكون تنظيم القاعدة وراء عملية الاختطاف. وفيما عقد أول أمس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مجلس دفاع مصغر مع بعض وزرائه لمواجهة تداعيات حدث اختطاف الفرنسيين الخمسة، غير أن وسائل الإعلام الفرنسية لم تتمكن من تجاوز عقدة الحظر المضروب على ما دار في لقاء الرئيس الفرنسي بوزرائه ومنهم كوشنير وكبار المسؤولين الأمنيين. وبالعودة إلى تفاصيل العملية تبدو بعض المعطيات من الغرابة بما كان على غرار تأكيد بعض الشهود أن الذين نفذوا العملية لم يطلقوا رصاصة واحدة ليبقى السؤال المطروح أين كانت فرق الحراسة المكلفة بحماية قاعدة الحياة في منطقة صحراوية تبعد ما يزيد عن 1000 كلم عن العاصمة نيامي؟ جملة هذه المعطيات تأتي لتعزز طرحا لم تتردد بعض الوسائل الإعلامية في طرحه والمتمثل في أن عمليات الاختطاف بقدر ما تدر على تنظيم القاعدة من أموال بقدر ما تشكل منفذا للاختراق أجهزة أمنية أجنبية وبالأخص الفرنسية الأمر الذي دفع ذات المصادر إلى طرح احتمال أن تكون عمليات الاختطاف عروضا يقدمها ضحايا مفترضين مكلفين بمهمات أمنية على غرار بيار كمات الذي أكدت وسائل إعلام فرنسية أنه أحد عناصر المخابرات الفرنسية.