دعت الحكومة الفرنسية رعاياها المتوجهين إلى منطقة الساحل الإفريقي إلى توخي مزيد من الحذر والحيطة مخافة الوقوع في شباك الجماعات الإرهابية النشطة هناك، عقب إعدام التنظيم الإرهابي المسمى ''القاعدة في بلاد المغرب ''لرعيتها ميشال جرمانو، وذلك في وقت قدرت مصادر فرنسية أن حوالي 25 ألف سائح فرنسي يتوجهون كل عام إلى الصحراء الجزائرية''. وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن الخارجية الفرنسية تلقت أول أمس اتصالا هاتفيا من أحد فروع الكشافة يطلب إقامة رحلة لأطفال إلى شمالي النيجر إلى منطقة غير بعيدة عن تلك التي تم فيها اختطاف جرمانو. وعلق مصدر في وزارة الخارجية الفرنسية على هذا الطلب ''إنه من الواضح أن هذا الشخص قد قام بإبلاغ رسمي لتنفيذ مشروعه''، في إشارة على تخوفه من قيامه بذلك عقب مقتل جرمانو، وذلك رغم اعتراف إدارة الوزير برنارد كوشنير أن الفرنسيين ليسوا مستهدفين بدرجة أكبر من نظرائهم في منطقة الساحل التي حددت المنطقة الحمراء الأكثر خطورة فيها ما بين شرق موريتانيا وشمالي مالي والنيجر وإلى غاية شرق التشاد، وفقا للنظرة الفرنسية. وقال مصدر حكومي فرنسي ''نحن نعلم أن تنظيم قاعدة المغرب يبحث عن واحد أو العديد من السياح الفرنسيين، ونحن لا نعلم إن كان سيذهب هذا الشخص لرمي نفسه في بيت الذئب''. وأوضح المصدر نفسه أن فرنسا تواجه مشكلة حقيقية في منطقة الساحل متعلقة بإجلاء الرعايا والموظفين الفرنسيين العاملين في مالي والنيجر وموريتانيا، ففي عام 2000 كان نحو 4500 مسجل لدى السلطات الفرنسية يعملون في بماكو ونيامي، و1700 في نواقشط. وفي هذا الشأن قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ''نحن نطالبهم بمضاعفة يقظتهم، فالسفارات في حالة تأهب دائم''. وتشير إحصاءات سياحية أن حوالي 30 ألف فرنسي يزورون منطقة الساحل في العام الواحد، مبينة أنه نحو 20 ألف إلى25 ألف يقصدون الجنوب الجزائري، كما توقعت أن تعرف هذه الموجة السياحية الفرنسية نحو هذه المناطق انخفاضا في الأيام القادمة بعد البيانات التحذيرية التي أطلقتها الحكومة الفرنسية. وفي السياق ذاته، أوضحت المصادر ذاتها أن مجلس الوزراء سيقيم الجولة التي قام بها الوزير الفرنسي للخارجية برنار كوشنير إلى كل من مالي والنيجر وموريتانيا عقب مقتل جرمانو، والتي اعتبرتها بعض الأطراف أنها جاءت متأخرة واصفة إياها بعملية ''طبيب بعد الموت''.