تظهر كل الشواهد والدلائل أن الوضع يزداد سوءا وخطورة لحاملي الأورام السرطانية في الشلف، في ظل الأرقام المرعبة التي تحصيها الجهات الطبية الرسمية التي تدون سنويا مابين 650 إلى 800 إصابة بداء السرطان الخبيث في ربوع الولاية من خلال عدد الأشخاص الذين يتم إسعافهم بالمصحات الخاصة دون التعريج على عدد الحالات التي يأبى أصحابها الذهاب إلى المصحات. وتبرز تلك الأرقام أن سنة 2014 كانت حافلة بعدد المصابين بمرض السرطان بعدما تم استقبال 650 مريضا منذ افتتاح مصلحة خدمات العلاج الإشعاعي للأورام السرطانية بالمستشفى الجديد "الأخوات باج" وسط المدينة في شهر جانفي سنة 2014، بينهم 50 في المائة من النساء المصابات بسرطان الثدي يجهل لحد الساعة مصيرهن. ولفت المصدر إلى أن سرطان الثدي هو الأكثر شيوعا في أرجاء الولاية وهو يصيب الرجال والنساء على السواء ولكن الإصابة لدى الذكور نادرة الحدوث حسب رئيسة مصلحة مكافحة الأورام السرطانية، غير أن العدد المعلن عنه لا يعبر عن حقيقة ما يعانيه عموم المرضى الحاملين لهذه الأورام بما أن الخضوع لعلاج الأشعة الكيماوية في مختلف المراكز والمصحات يخضع لطوابير الانتظار وأحيانا المحاباة. فالمعطيات المتوفرة لدينا تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن عدد حاملي السرطان في الشلف يفوق 1250 حالة سنويا في ظل غياب سجل موعد يكشف الإحصاء الدقيق لعدد حاملي هذا الداء الخبيث الذي يواصل قتل حامليه في الولاية بصمت دون انتباه السلطات المعنية بالأمر، ناهيك عن صعوبة وصول المرضى إلى مراكز التشخيص والعلاج ربما لجهلهم المرض الذي قد يكون أبرز عوامل الوفاة وأخطرها. ويتضح من خلال الأرقام أن 80 في المائة يرتادون مراكز العلاج في مراحل متأخرة، ويتراوح العدد الحقيقي بين 2000 و2500 إصابة بالسرطان على مستوى الولاية، فيما تستمر الجهات الرسمية في انتهاج سياسات ترقيعية لمعالجة معاناة مرضى السرطان وذلك في غياب أي تكفل بهذه الفئة التي يكابد أفرادها الويلات يوميا من أجل الاستفادة من العلاج الضروري وتمديد عمر الأمل في نفوسهم المحطمة التي لم يرحمها الأصحاء. وأبدى العديد من المهتمين امتعاضهم من وتيرة الأشغال التي انطلقت منتصف سنة 2012 في مشروع إنجاز مركز مكافحة السرطان بغلاف قوامه 140 مليار سنتيم ولم يتم استلامه لحد الآن، في حين يموت مرضى السرطان في صمت، أمام تدني نوعية العلاج والبيروقراطية إضافة إلى الانتظار حتى سنة 2016 من أجل موعد لأخذ علاج بالأشعة، الأمر الذي استدعي دخولهم في رحلة بحث عن العلاج بمستشفيات الشرق الجزائري بكل من باتنة وسطيف وقسنطينة. ومنهم من فضلوا العودة إلى الديار.