أقرّ خبير في مديرية الاستخبارات الخارجية الفرنسية، بصعوبة التعاون الأمني بين الجزائر وفرنسا خصوصا فيما يتعلق بملف مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل، بسبب تذبذب العلاقات بين الدولتين، وقال الخبير في تصريح لجريدة ''لوفيغارو'' الفرنسية أمس، ''إن التعاون الأمني بين الجزائر وفرنسا ليس جيدا مقارنة بدول أخرى في منطقة الساحل على غرار مالي وموريتانيا في القضايا التي تخص اختطاف الرعايا الفرنسيين بالمنطقة''، مضيفا أن هناك عددا من المسائل التي تربط العلاقات بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب من الصعب تسييرها، في إشارة إلى رفض الجزائر التفاوض مع الجماعات الإرهابية ومنع دفع الفدية مقابل تحرير الرهائن''·وأضاف المتحدث أن السياسية تعيق عمل الاستخبارات ميدانيا والسياسيون يريدون نتائج ملموسة، مقراً بصعوبة المهمة في منطقة الساحل الإفريقي المعروفة بشاسعة مساحاتها والتي من الصعب مراقبتها خاصة مع تمكن الجماعات الإرهابية من شراء سيارات جديدة وأجهزة عالية التقنية بأموال الفدية التي دفعتها إسبانيا مؤخرا لتحرير رعاياها الاثنين· وكشف مدير الاستخبارات الخارجية الفرنسي إرار كوربن دومونفو من جهته في تصريح للجريدة نفسها حول الإجراءات المتخذة في منطقة الساحل الإفريقي لتحرير الرعايا الفرنسيين المحتجزين في مالي أن ''فرنسا تعرضت ل 25 اختطافا من قبل الجماعات الإرهابية منذ سنة 2002 في كل من أفغانسان والعراق ومنطقة الساحل الصحراوي أي تعرضوا لستين اختطافا في ثماني سنوات· وأشار المصدر أن هذا يفسر أن مصالح الاستخبارات الفرنسية'' دي جي أس سو'' تعالج في كل شهرين قضية جديدة· وقال خبير يشتغل بالمديرية إن مديرية الاستخبارات ''أصبحت مشغولة بالدرجة الأولى بمعالجة قضية الاختطاف في هذه المناطق مما جعلها تحيد عن معالجة القضية الأخرى التي تدخل ضمن نشاطاتها مشيرا إلى أن وحداتها الخاصة بمكافحة الإرهاب ركزت عملها مند شهرين على معالجة عمليات الاختطاق التي تستهدف الرعايا الفرنسيين بمختلف دول العالم خاصة بعد مقتل الرعية الفرنسي ميشال جيرمانو من قبل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في الوقت الذي لا يزال صحافيان فرنسيان محتجزين في أفغانستان من قبل حركة طالبان، ولهذا يضيف المصدر أن مديرية الاستخبارات الخارجية الفرنسية قررت تركيز مجهوداتها لتحرير الرعايا الخمسة الفرنسيين المختطفين في صحراء النيجر وقال إن ''هذه القضية تتطلب منا تجنيد وحدات أخرى في المنطقة''· من جهة أخرى، نفت باريس مشاركتها في المواجهات التي شنها الجيش الموريتاني على عناصر ''القاعدة'' شمال مالي، والتي قال وزير الدفاع الفرنسي ايرفيه موران أول أمس السبت إنه ''شبه واثق'' من ضلوع تنظيم ما يسمى ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' في عملية الاختطاف وأفادت وكالة ''فرنس براس'' انتهاء المواجهات بين الجيش الموريتاني وتنظيم ''القاعدة'' الذي يشتبه بضلوعه في اختطاف خمسة فرنسيين وإفريقيين اثنين بعد شهرين من هجوم فرنسي موريتاني في هذه المنطقة·فيما أكدت وزارة الدفاع الموريتانية في بيان لها أن العملية التي شنتها كانت ''إجراء استباقيا لإحباط النوايا الإجرامية لمجموعة مسلحة رصدتها القوات المسلحة الموريتانية منذ أيام تتنقل على شكل رتل مسلح محمول، في اتجاه الحدود الموريتانية مع مالي الشقيقة، بغية مهاجمة إحدى القواعد العسكرية في المنطق، بحسب ما جاء في البيان·