قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير نشرأول أمس، إن الصحافيين في ليبيا تعرضوا خلال العامين الماضيين للخطف والقتل والترهيب من قبل جماعات مسلحة مختلفة في ليبيا استطاعت الإفلات من العقاب، مما حدا بالعديد إلى الفرار من البلاد أو فرض الرقابة الذاتية على نفسه. وقالت المنظمة في التقرير الذي حمل عنوان "الحرب على وسائل الإعلام: الصحفيون تحت الهجوم في ليبيا" إنه وفي الوقت نفسه "تعمل المحاكم على ملاحقة الأشخاص قضائياً، بمن فيهم الصحافيين، على الجرائم المتعلقة بالتعبير عن الرأي، وخصوصا تلك المرتبطة بإهانة مسؤولين حكوميين". وأضافت أن "الوضع ازداد سوءا على الصحافيين عندما اندلعت الصراعات المسلحة وأضحت متوطّنة في مايو 2014، مما سرّع في مغادرة الصحافيين لليبيا خوفا على سلامتهم". وخلصت المنظمة إلى أن "إخفاق الحكومات المتعاقبة والسلطات المؤقتة في حماية الصحافيين، قيد الحرية المحدودة التي تمتعت بها وسائل الإعلام في أعقاب انتفاضة 2011 التي أطاحت بنظام معمر القذافي". وقال جو ستورك، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة: "لقد سمح مناخ الإفلات من العقاب للميليشيات بالاعتداء والتهديد والخطف، وحتى بقتل الصحافيين بسبب تقاريرهم أو وجهات النظر. ينبغي على السلطات الحكومية والكيانات غير الحكومية التي تسيطر على الأراضي أن تدين الاعتداءات على الصحافيين وتحاسب المسؤولين عنها حيثما أمكن ذلك". ووثقت "هيومن رايتس ووتش"، من خلال المقابلات التي تم إجراءها في ليبيا وعن بعد، 91 حالة على الأقل من التهديدات والاعتداءات ضد الصحفيين، 14 منها بين النساء في الفترة الممتدة من منتصف 2012 حتى نوفمبر 2014. وتشمل الحالات 30 عملية اختطاف أو اعتقال تعسفي لفترة قصيرة وثماني حالات قتل، وإن كان الصحافيون قد تعرضوا للقتل في بعض الحالات بطريق الخطأ خلال إعدادهم لتقارير تتعلق بأحداث العنف.كما وثقت "هيومن رايتس ووتش" 26 هجمة مسلحة ضد مكاتب محطات التلفزيون والإذاعة. ووثقت المنظمة في معظم الحالات الأدلة التي تثبت أن الجماعات المسلحة سعت لمعاقبة الصحافيين ووسائل الإعلام عن إعداد التقارير أو عن آرائهم أو تعاطفهم المتصور. وكان ثمة صحافيين من بين 250 شخصا قتلوا في ما يظهر أنه اغتيالات سياسية في ليبيا خلال 2014، حسب ما وثقته هيومن رايتس ووتش. وفي 26 ماي، أطلق مجهولون النار على الصحافي البارز مفتاح بوزيد في بنغازي. وقد كان رئيس تحرير صحيفة برنيق المستقلة وناقداً بارزاً بشكل مستمر للميليشيات الإسلامية والأحزاب السياسية. وتعرضت بعض وسائل الإعلام للهجوم لأنها دعمت أطرافا معينة في النزاع، حيث هاجمت ميليشيات محطة تلفزيون العاصمة في طرابلس في 23 و24 أغسطس، مدمرة المعدات ومعطلة بثها بشكل دائم. وفي 9 جانفي 2015، هاجم مجهولون محطة تلفزيون النبأ في طرابلس، وهي محطة التلفزيون الليبية الفضائية الخاصة التي تدعم الحكومة التي نصبت نفسها في طرابلس، بواسطة قذائف آر بي جي مدمرة المبنى بشكل كبير.