- الجيش يعلن تدمير مخابئ للإرهابيين في جبال الكاف التونسية اعترف الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي بوجود مخلفات ماضية ورواسب تقف وراء الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها منطقة ذهيبة في جنوب البلاد بشأن رسوم الدخول أو الخروج من تونس وإليها. وأكد قايد السبسي في لقاء مع التلفزيون الرسمي التونسي أن إلغاء رسوم المرور على طاولة الحكومة, لكن الأمر سيأخذ بعض الوقت نظرا إلى إسهامه في الموازنة السنوية للبلاد. وقال قايد السبسي إن هذه الاحتجاجات ما كان يجب أن تقع, مؤكدا أن الوقت قد حان لتجاوز ذلك من خلال التفاهم مع السلطة وإنصات الحكومة لطلبات الشعب. كما أكد الرئيس التونسي التزام الحكومة بإدماج كافة الجهات المهمشة في الحركة الاقتصادية، معتبرا أن ذلك يتطلب وقتا ونسقا تصاعديا "ولا يمكن أن يحدث بعصا سحرية". وانطلقت شرارة الاحتجاجات الجديدة بالجنوبالتونسي يوم الأحد من ذهيبة الحدودية بمحافظة تطاوين إثر حجز شاحنات تحمل كميات من الوقود المهرب من ليبيا، وأثارت الحادثة احتجاجات تطورت إلى صدامات قتل فيها شاب برصاص الشرطة. ويطالب المتظاهرون بتنمية المناطق الحدودية جنوبيتونس، وإلغاء ضريبة بقيمة ثلاثين دينارا تونسيا "16 دولارا تقريبا" فرضتها الحكومة المؤقتة السابقة على الأجانب -بمن فيهم الليبيون- أثناء مغادرتهم تونس، ويقول سكان المناطق الواقعة على الحدود مع ليبيا إن ضريبة المغادرة أضرت بهم حيث قرر الجانب الليبي الرد بالمثل. من جهة أخرى، اعتبر الرئيس التونسي أن طرد السفير السوري من تونس في عهد الرئيس السابق كان خطأ يجب تداركه لاعتبارات عديدة. وأضاف أن مسار عودته، وإن بدأ، فسيأخذ وقتا، في ظل تعقد الوضع السوري وتدخل أطراف دولية كثيرة فيه. وفي الأثناء، أوفدت الحكومة التونسية الجديدة أمس، وزيرين إلى جنوب البلاد، للاستماع إلى مطالب سكان المنطقة التي شهدت اضطرابات وأعمال عنف، إثر مقتل شاب في احتجاجات على مصادرة بنزين مهرب. وقال المكلف بالإعلام في رئاسة الحكومة، مفدي المسدي في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية إن وزير المالية سليم شاكر ووزير التنمية والاستثمار والتعاون الدولي ياسين إبراهيم، توجها إلى ولايتي تطاوين ومدنين الحدوديتين مع ليبيا، بهدف "الاطلاع على الأوضاع والوقوف على المطالب الاجتماعية" هناك. وأوضح أن الوزيرين سيلتقيان "الفاعلين الرئيسيين وخصوصًا منظمات المجتمع المدني" في الولايتين، وكان شاب قُتل يوم الأحد الماضي في مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين على مصادرة بنزين مهرب في معتمدية ذهيبة من ولاية تطاوين، التي يقع فيها ثاني أكبر معبر حدودي مع ليبيا بعد معبر رأس إجدير في بن قردان من ولاية مدنين. وشهدت ولاية تطاوين ومدينة بن قردان، أمس الثلاثاء، إضرابًا عامًا، احتجاجًا على مقتل الشاب، وللمطالبة بفتح تحقيق في مقتله، وفي استعمال الشرطة القوة "المفرطة" ضد المتظاهرين في ذهيبة. ويطالب سكان ومنظمات أهلية في تطاوين ومدنين بحذف رسوم مالية فرضتها الحكومة منذ أكتوبر 2014 على مغادري التراب التونسي من الأجانب باتجاه ليبيا، التي ردت، وفق الصحافة التونسية، بفرض رسوم مماثلة على التونسيين. من ناحية أخرى، قامت وحدات من الجيش التونسي بتدمير عدة مخابئ للإرهابيين عُثر عليها خلال عمليات تمشيط في جبال ورغة بولاية الكاف. وعثرت وحدات الجيش على بقايا أطعمة وملابس ومبلغ مالي وكمية من الأمونيتر ولغم أرضي غير صالح للاستعمال بالمخابئ.