عقدت أمس، الجولة الثانية من الحوار الوطني داخل ليبيا برعاية الأممالمتحدة، في محاولة لإنهاء الانقسام السياسي والصراع العسكري الذي تشهده البلاد. وتعقد هذه الجلسات الرامية إلى الخروج بحل سياسي وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإتمام وقف لإطلاق النار، وسط أجواء من انعدام وتبادل الاتهامات، وعلى وقع استمرار المعارك في مواقع مهمة على رأسها مدينة بنغازي شرقي البلاد. ويلتقي في هذه الجولة للمرة الأولى أعضاء من المؤتمر الوطني العام مع نظرائهم من مجلس النواب المنحل للاتفاق على آليات الحوار وجدوله الزمني. ونقلت وكالة الأناضول عن بشير شهاب الناطق باسم المجلس البلدي لمدينة غدامس غربي البلاد حيث تجرى الجولة الجديدة من الحوار، قوله إن فريقا تابعا للأمم المتحدة وصل إلى المدينة وأنهى التجهيزات الأخيرة قبل انطلاق الحوار. وأشارت مصادر أخرى في المجلس البلدي إلى أن الحوار سيجمع ذات الأطراف التي اجتمعت في جنيف، وهم: ممثلو مجلس النواب المنحل، وعدد من النواب المقاطعين لجلساته، وممثلو منظمات المجتمع المدني، إضافة إلى وفد عن المؤتمر الوطني العام الذي قاطع جلسات الحوار في جنيف. وكانت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا أعلنت الاثنين أن جلسة الحوار ستنعقد في ليبيا هذا الأسبوع، كما ستنعقد خلاله اجتماعات تحضيرية يشارك فيها قادة الجماعات المسلحة. وقال مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى ليبيا برناردينو ليون إن معظم الجماعات السياسية والعسكرية المؤثرة تدعم العملية الآن والتي ستشمل في مرحلتها الأولى حكومة وحدة وطنية ووقفا لإطلاق النار، إلى جانب انسحاب المجموعات المسلحة من المدن والمنشآت الإستراتيجية. وأضاف ليون لإذاعة الأممالمتحدة "اتفقنا على جدول أعمال.. أمامنا طريق طويل حتى لو نجحنا في المرحلة الأولى". وفي هذا السياق، قال محللون إن اجتماع الأمس هو تشاوري، مستبعدين الخروج بمبادرات أو قرارات في الجلسات الأولى. وأشار المحللون نقلا عن مصادر في المؤتمر الوطني العام إلى أن جلسات الفرقاء ستكون منفردة، حيث تلتقي البعثة الأممية مع كل طرف على حدة. وكانت الأممالمتحدة قد استضافت جولة محادثات في جنيف منتصف جانفي الماضي للوصول إلى حل للأزمة الليبية، في غياب أي ممثل للمؤتمر الوطني العام. وعقدت جولة ثانية من المفاوضات يوم 26 جانفي انتهت بالاتفاق على نبذ العنف، وأن يتزامن تشكيل حكومة وحدة وطنية توافقية مع اتفاق حول الترتيبات الأمنية التي تشمل الوقف الدائم لإطلاق النار وترتيبات انسحاب المجموعات المسلحة من المدن، وخصوصا العاصمة. من ناحية أخرى، قال مصدر بالمكتب الإعلامي بمركز بنغازي الطبي لوكالة أنباء "الشرق الأوسط" المصرية، إن المركز استقبل 40 رأساً بشرية بدون جثث عثر عليها أثناء تمشيط القوات الخاصة الصاعقة لمعسكر الصاعقة المدرسة بمنطقة بوعطني في مدينة بنغازي. وأشار المصدر إلى أن الرؤوس تم التحفظ عليها بثلاجة الموتى لعرضها على الطبيب الشرعي وحتى يتعرف عليها ذوو المغدور بهم. ويشار إلى أن القوات الخاصة تمكنت بعد عملية "وطواط الجحيم" من السيطرة على معسكر الصاعقة المدرسة ببوعطني ودحر قوات ما يعرف بمجلس شورى ثوار بنغازي.