دخل الجيش الفرنسي، أمس، إلى منطقة الساحل الإفريقي بدعوى تحرير رهائنه المختطفين في النيجر الخميس الماضي· وقال مصدر قريب من حكومة النيجر في تصريح لوكالة رويترز، إن النيجر سمحت للجيش الفرنسي بدخول مجالها الجوي وأراضيها لأول مرة منذ نحو 25 عاما، في أحدث خطوة في قتال دول الساحل الإفريقي ضد تنظيم ما يسمى ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، لتخترق بذلك باريس اتفاقية الجزائر القاضية بعدم قبول أي تدخل عسكري أجنبي في المنطقة، باعتبار أن قضية مكافحة الإرهاب من مسؤولية دول الجوار الصحراوي، حسب تصريحات الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية عبد القادر مساهل، الذي أبلغ مؤخرا الإسبان بالموقف الجزائري من هذه القضية·وقال المصدر ذاته إن نحو 100 فرنسي متخصصين في مكافحة الإرهاب وصلوا إلى العاصمة نيامي في طائرة استطلاع، وصرح متحدث باسم وزارة الدفاع الفرنسية بعدم وجود معلومات بشأن وصول عسكريين فرنسيين الى النيجر، لكن مصدر قريب من المجلس العسكري الحاكم في النيجر رفض نشر اسمه قال ''بعد ما حدث في ارليت أعطينا موافقتنا لفرنسا كي تنشر طائرات وأفرادا على أراضينا للعثور على الرهائن وتحريرهم''، مما يفسر أن النيجر اخترقت بدورها اتفاقية التنسيق المبرمة بين دول منطقة الساحل الإفريقي·ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، أمس، أن فرنسا أقامت في نيامي ''قاعدة عملياتية '' تضم ثمانين جنديا في محاولة للعثور على الرهائن السبعة (خمسة فرنسيين وإفريقيين) الذين خطفوا في النيجر ونقلوا إلى مالي· وقد سخرت مديرية الاستخبارات الفرنسية من جهتها العديد من عناصرها، حيث يمكن أن يتواجد المختطفين· وكشف خبير في '' دي جي اس سو ''، أن المديرية تحاول رصد المعلومات عن طريق الأجهزة التقنية باستخدام أجهزة الساتل المبرمجة والتي نصبت باتجاه شمال النيجر ودولة مالي من أجل مراقبة المناطق التي تلجأ إليها الجماعات الإرهابية وأشار الخبير أن طائرات المراقبة ''بريغ أتلاتيك'' باشرت التحليق بالقواعد العسكرية بمنطقة ''نجمينا ودكار '' من أجل تغطية المنطقة· وأضاف الخبير أن محطات رصد المكالمات الهاتفية وجهت بشكل جديد من أجل رصد أكبر عدد من المعلومات حول تحركات المختطفين· وأضاف المصدر أن هذه المسألة تتطلب أيضا دعم أجهزة التحليل من أجل ترجمة هذه المعلومات، وأشار المصدر أن مصالح المخابرات المحلية تساهم كذلك في عملية الترصد والمراقبة بالتنسيق مع عدة دول بمنطقة الساحل الصحراوي·وكان المتحدث باسم الحكومة الفرنسية لوك شاتيل، أعلن أن فرنسا ''ستبذل ما في وسعها للعثور على رهائنها وكان خمسة فرنسيين من بين سبعة أجانب خطفوا في منطقة ارليت الغنية باليورانيوم في شمال النيجر الأسبوع الماضي ويعتقد أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وراء خطفهم· وقتل فرنسي كان تنظيم القاعدة يحتجزه بعد فشل هجوم شاركت فيه قوات فرنسية في إطلاق سراحه في منطقة الصحراء في جويلية