هدد حلف شمال الأطلسي بتدخل عسكري جديد في ليبيا نزولا عند "طلب الحكومة الليبية" لحسم ما وصفه ب"الوضع الرهيب الذي يصنعه استمرار الاقتتال بين الميليشيات المسلحة والجيش الليبي". وتناسى الأمين العام للحلف مسؤوليته على تدهور الوضع الأمني الذي أتى بالفوضى الحالية رغم تحذيرات الجزائر خلال سنة 2011. وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أمس الأول عن أن الحلف يشعر بقلق شديد جراء الوضع "الرهيب" في ليبيا، مشيرا إلى استعداد الحلف لتقديم الدعم لأمن هذا البلد الغارق في الفوضى. جاء ذلك في مؤتمر صحافي بروما خلال لقاء ستولتنبرغ مع رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رنزي. وأضاف الأمين العام لحلف الأطلسي أن "الحلف مستعد لدعم أمن ليبيا كما طلبت الحكومة الليبية"، موضحا أن "هذا الدعم سيزيد من أهمية إيطاليا ضمن الحلف". وأوضح ستولتنبرغ أن "طائرات مسيرة ستتمركز في قاعدة حلف الأطلسي في سينيونيلا بصقلية ابتداء من العام المقبل". ويتولى حكم ليبيا التي تسيطر عليها الميليشيات والغارقة في الفوضى، برلمانان وحكومتان متنافستان، الأولى قريبة من تحالف ميليشيات فجر ليبيا الذي يسيطر على العاصمة طرابلس، والثانية تعترف بها المجموعة الدولية وتتخذ من طبرق شرقا مقرا لها. وكرر رنزي الذي تستضيف بلاده عشرات الآلاف من اللاجئين الذين انطلقوا من الأراضي الليبية، دعمه لحكومة طبرق، معربا عن الأمل في أن تتيح جهود الوساطة التي تقوم بها الأممالمتحدة في التوصل إلى سلام دائم. وقال رنزي "نعتقد أنه من الضروري الانطلاق من حكومة طبرق، ونأمل في أن تتيح جهود الأممالمتحدة التوصل إلى سلام دائم عبر الانطلاق من حكومة منتخبة ديمقراطيا". وقرر البرلمان الليبي الذي تعترف به المجموعة الدولية، الاثنين الماضي، تعليق مشاركته في الحوار الذي تشرف عليه الأممالمتحدة، موضحا أنه سيكشف في وقت لاحق الأسباب التي حملته على اتخاذ هذه الخطوة. وكان الخبير الأمريكي المختص في الإرهاب، دافيد غارتنشتاين، قد حمل في وقت سابق مسؤولية تدهور الوضع الأمني في ليبيا والجزائر والمنطقة بكاملها لÇالناتو" والولايات المتحدة، ووصف تدخلهما بÇالخطا الاستراتيجي"، وقال إن تحذيرات الجزائر حينذاك من أي تدخل عسكري هناك كانت صائبة. وقال غارتنشتاين روس في مداخلته أمام الغرفة النواب "الغرفة السفلى للكونغرس"، خصصت لليبيا، إن التدخل في ليبيا ترك بلدا "يقبع تحت وطأة اللااستقرار" وحكومة "غير قادرة على السيطرة" على الوضع. وأكد الخبير أن تدخل منظمة حلف شمال الأطلسي كان له "أثر سلبي على الاستقرار" ليس فقط على الجيران المباشرين لليبيا "الجزائر وتونس ومصر" وإنما أيضا على مالي، بما أنه شجع بشكل كبير سيطرة "الجهاديين" في شمال مالي، مما أدى إلى تدخل عسكري آخر قادته فرنسا.