يجري تكتم كبير، في تونس من قبل الدبلوماسية التونسية والليبية، حول الأسباب الحقيقية وراء إلغاء الزيارة التي كان من المقرر أن يؤديها اليوم، رئيس حكومة "طبرق" عبد الله الثني لتونس. وهي زيارة، سبق أن أعلن عنها من قبل محمد الدايري، وزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي، الذي يزور تونس حاليا. وكشفت مصادر مطلعة أن الثني كان سيزور تونس يوم الخميس، على رأس وفد وزاري هام يتكون من 8 وزراء من حكومة "طبرق". وبحسب مصادر مطلعة في تونس، فإن سبب الإلغاء مرده رفض الجانب الليبي لرد وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش على تصريحات وزير الإعلام الليبي، التي هدد فيها بفتح تمثيل دبلوماسي في "إمارة الشعانبي"، ردا على القرار التونسي بفتح قنصليتين في كل من طرابلس وطبرق. وكان وزير الخارجية التونسي فد انتقد بقوة تصريحات وزير الإعلام "في حكومة طبرق" عمر القويري، قائلا: "إن تصريحات ما يسمى بالوزير الليبي غير مسؤولة". وأضاف: "ما قاله كلام غير مسؤول، وهو من أسخف ما سمعت، وأمثال هؤلاء لن نقبلهم في بلادنا". وفي الأثناء، استقبل تهامي العبدولي، كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالشؤون العربية والإفريقية، بمقرّ الوزارة محمد الدايري، وزير الخارجية والتعاون الدولي لدولة ليبيا. وبحسب بيان الخارجية التونسية، فقد تركزت المحادثات حول آخر مستجدات الوضع في ليبيا ونتائج جولة الحوار الوطني الليبي بالصخيرات في المغرب واجتماعات منتدى الأحزاب السياسية في الجزائر، فضلا عن بحث أهمّ المسائل والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغالو أن أي تدخل محتمل للحلف الاطلسي في ليبيا يجب أن يكون في اطار قرار يصدره مجلس الأمن الدولي الذي تشغل فيه مدريد مقعداً منذ عام. والتقى الوزير الاسباني الذي أبدى قلقه ازاء الوضع في ليبيا، الخميس بمدريد الأمين العام للحلف الاطلسي ينس ستولتنبرغ وبحث معه الأمن الاقليمي. وشدد وزير الخارجية الاسباني على "أن أي تدخل للحلف الاطلسي في ليبيا، وهو نوع من التدخل الذي لا يزال من المبكر تقريره الآن، يحتاج إلى قرار من مجلس الأمن الدولي". وفي التطورات الأمنية، تجددت الاشتباكات بين قبيلتي "التبو والطوارق" في عدة محاور ببلدة "أوباري" جنوب ليبيا، بعد هدوء حذر، استمر عدة أسابيع في المنطقة. وقال مصدر عسكري، اليوم، أن الاشتباكات تجددت بين أفراد من القبيلتين، بعد أن حاولت قوات تابعة لقبيلة "التبو"، التقدم في عدة محاور شرق المدينة، التي شهدت قصفًا عنيفًا استعملت فيه مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. ونوه المصدر بأن الاشتباكات لا تزال مستمرة، ولا تزال تسمع أصوات طلقات النار في مناطق متفرقة بالمدينة.