الأمن المغربي ينتهك الأراضي الصحراوية قبيل اجتماع مجلس الأمن وجّه المغرب اتهامات لاذعة للجزائر بضلوعها في التشويش على منتدى "كرانس مونتانا"، الذي نظم أول أمس بمدينة الداخلة في الأراضي المحتلة، كرد فعل على الاستنكار الدولي لهذه الخطوة التي تعد انتهاكا للقوانين الدولية، مما جعل عديد الدول والهيئات الإقليمية والدولية ترفض المشاركة فيه. وفي خرجة جديدة لوزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار، وصف فيها الجزائر بÇالمثيرة للشفقة"، مشيرا الى أن "محاولتها تأليب المجتمع الدولي ضد الحدث باءت بالفشل"، مضيفا أن سياستها في التعامل الأمور لا تشرف الجزائر ولا الجزائريين بحسب تعبيره ولم يجد حجة لتبرير موقف بلاده من الاعتداء على القانون الدولي الذي يمنع تنظيم أي ندوة دولية داخل الأراضي المحتلة محل النزاع، إلا تحميل مؤسسة "كرانس مونتانا" مسؤولية اختيار المدينة لاحتضان المنتدى، مشيرا الى أن الداخلة لا تختلف عن أي منطقة أخرى من المغرب، في إشارة الى أنها جزء من المملكة. يأتي هذا في وقت التزمت فيه هيئة الأممالمتحدة الصمت إزاء هذه الخطوة غير المحسوبة، والتي تعد إهانة لجمهورية الصحراء الغربية والشعب الصحراوي، خصوصا أنها لم تتدخل لمنع تنظيم المنتدى، بالرغم من اللوائح القانونية التي تمنع ذلك. في المقابل، أدان الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز في رسالة بعثها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تنظيم منتدى كرانس مونتانا السويسري في مدينة الداخلة المحتلة مؤكدا أنه يمثل "انتهاكا جسيما للقانون الدولي"، متهما المغرب بانتهاك القانون الدولي. كما رفض البرلمان الإفريقي المشاركة في المنتدى، مشيرا إلى أنه "لن يكون ممثلا" فيه، مستندا إلى البيان الأخير للاتحاد الإفريقي الذي اعتبر أن "تنظيم أي ندوة دولية في الظروف الحالية بالصحراء الغربية يتناقض مع الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لحل النزاع في الصحراء الغربية وسيؤدي إلى جو من المجابهة في هذه الأراضي". كما حذّر الاتحاد الإفريقي خلال قمته الأخيرة المنعقدة شهر جانفي في أديس بابا، جميع الدول الأعضاء من المشاركة في منتدى كرانس مونتانا الذي يعتبره خرقا للقانون الدولي. كما رفضت منظمة اليونسكو المشاركة معتبرة إياها "تشريعا للاحتلال المغربي في الصحراء الغربية"، وكذلك الحال بالنسبة لبريطانيا وعدد من الدول الأوربية والأمريكية. ورد وزير الخارجية المغربي، على استنكار وزير الخارجية الإسباني غارثيا مارغايو، مشاركة رئيس الوزراء الإسباني الأسبق، ثاباتيرو في المنتدى، قائلا إن "ثاباتيرو جاء بدعوة من المغرب في إطار العلاقات التي كانت تجمعه دائما بالمملكة، وهو دليل صريح على أن الرباط فشلت في استقطاب الدول والهيئات الاقليمية والدولية ولم تجد بديلا آخر تحفظ به ماء الوجه غير الاستعانة بأصدقائها.