استبعد القائد العام للجيش، الفريق أول ركن خليفة حفتر، إجراء حوار مع المجموعات الإرهابية المتطرفة في ليبيا، متعهدًا بالقضاء على هذه المجموعات في غضون شهر. وجرى ذلك خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية. وجدد حفتر دعوته إلى مساندة الجهود المبذولة من أجل إعادة بناء جيش ليبي واحد، وجهاز شرطة واحد معربًا عن أمله في إحلال الاستقرار والسلام بربوع ليبيا. وقال حفتر "لن أعول على الحوار السياسي، لأن هناك تناقضات على الأرض تخلقها المجموعات المسلحة، التي تتعارض مع حقيقة وجود مجلس نواب تشريعي منتخب من الشعب، منوط به تشريع القوانين المعمول بها في البلاد، فضلاً عن توافر قوة نظامية قادرة على الحسم"، مضيفا "لا يوجد طرف يمكن التحاور معه، متسائلاً هل يمكن للجيش أن يتحاور مع مجموعات مسلحة خارجة عن القانون؟". واستدرك قائلاً "لا أعتقد ذلك". وأضاف قائلاً: "نريد دولة واحدة فيها جيش واحد، وشرطة واحدة يقوم الجميع بتنفيذ كل مهامه في إرساء العدل والمساواة، كي يعيش الشعب الليبي في أمن واستقرار". واعتبر "أن الجيش الليبي يحارب ميليشيات وجماعات إرهابية تنتشر في مناطق كثيرة من البلاد"، واصفًا هذه الجماعات المتطرفة والمسلحة بأنها ليست عدوًا لليبيا فحسب، بل للكرة الأرضية بأكملها، حسب قوله. وأضاف أنه "رغم تواضع الإمكانات فقد قمنا بأعمال كبيرة جدًا"، مشيدًا بأداء العناصر والوحدات العاملة في الجيش الوطني التي "تتمتع بالرغبة الكاملة في القضاء على أعداء يتسترون بالدين"، مؤكداً "أن الشعب الليبي بأكمله وكل قبائله، جنود من المقاتلين أحرزوا نجاحات كبيرة، ولقنوا هذا العدو دروسًا كبيرة، فالشعب والجيش يقاومان عدوًا هو عدو العالم بأكمله، وبإمكانات متواضعة، وقام رغم ذلك بأعمال كبيرة جدًا". من ناحية أخرى، وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على إعداد مقترحات لبعثة من الاتحاد إلى ليبيا لمراقبة وقف لإطلاق النار، إذا توصلت المحادثات التي تجري بواسطة الأممالمتحدة إلى اتفاق بين الفرقاء الليبيين. وجاء في بيان في ختام اجتماع الوزراء في بروكسل أنه فور التوصل إلى اتفاق بشأن حكومة وحدة وطنية وغير ذلك من الترتيبات الأمنية ذات العلاقة، فإن الاتحاد الأوروبي مستعد لتعزيز دعمه ليبيا والمساهمة في التطبيق الناجح لهذه الاتفاقات. وأيد الوزراء دعوة من مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني لبحث إرسال بعثة إلى ليبيا، لكنهم لم يعطوا أي تفاصيل في هذه المرحلة. وطرحت موغيريني إرسال فريق من الاتحاد إلى ليبيا لمراقبة وقف لإطلاق النار أو لحماية المطارات وغيرها من منشآت البنية التحتية إذا نجحت المحادثات، وأشارت إلى أن سفن الاتحاد يمكن أن تساعد في فرض حظر سلاح. وقال وزير الخارجية الإيطالي باولو غنتليوني إن إرسال ضباط شرطة أوروبيين "ستكون له أهمية هائلة". وتريد إيطاليا أن يتحرك الاتحاد الأوروبي لمنع آلاف المهاجرين من الإبحار من ليبيا عبر البحر المتوسط في زوارق متهالكة للوصول إلى شواطئها. وفي تطور آخر، تحتشد قوات تابعة لرئاسة الأركان المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام استعدادا للهجوم على وسط مدينة سرت شرق طرابلس، واستعادة السيطرة على مواقع يتحصن بها مسلحون من تنظيم "داعش"، وفي ظل هذه الأجواء نزحت عشرات العائلات هربا من المعارك المرتقبة. وأوضحت تقارير أن قوات من الكتيبة 166 مشاة التابعة لرئاسة الأركان وقوات من عملية الشروق تحتشد في قاعدة القرضابية الجوية جنوب شرقي سرت.