ممثلون عملوا معها: فتيحة بربار قدوة حسنة للفنان المثالي الجزائري كرمت مؤسسة "فنون وثقافة" بالعاصمة الممثلة الراحلة فتيحة بربار في وقفة تذكر وعرفان وأيضا للحديث عن أهم إسهاماتها على اعتبار أنها رمز من رموز الفن الجزائري. وسجل اللقاء حضور شخصيات ثقافية وفنية بارزة من أصدقاء المرحومة من بينهم وهيبة زكال، عايدة كشود، آمال حيمر، محمد عجايمي وغيرهم من الوجوه الفنية الكبيرة. كما تميزت الندوة أيضا بحضور ابنة الراحلة ليلى بربار والتي استهلت مداخلتها بتقديم خالص شكرها للحضور الذي لم يخلف موعدهُ بتكريم المرحومة. واستعادت المتحدثة بنبرة تأثر شديد، استعادة بعض اللحظات مع الوالدة الفنانة فتيحة بربار مع تمنياتها بأن تظل ذكرى خالدة بقلوب مُحبيها. ومن جهته عبّر محمد عجايمي عن مدى أسفه لفقدان الساحة الفنية لسيدة أعطت وقدمت الكثير، مضيفا "السيدة فتيحة بربار هي كوميدية أعطت الجزائر من قلبها، وهي سيدة صالحة وطيبة تساعد الناس، نطلب لها الرحمة والمغفرة". وأوضح عجايمي أيضا أن الراحلة كانت تقدم عروضا داخل وخارج البلاد للجالية المغربية والعربية، واستطاعت أن تحصد جمهورا عالميا حققت من خلاله نجومية باهرة. أما وهيبة زكال، فاعتبرت أن علاقتها بالمرحومة كانت شبه حميمة على اعتبار أن اللقاء الأول كان سنة 1959 ثم توالت اللقاءات العائلية بينهما والزيارات، وتقول "كل ما أعبر به عن الراحلة لا يجسد بصدق مدى حبها لهذا العمل، لذلك فرحيل النجمة يعد فقدانا كبيرا للعطاء الفني الجزائري". وأوضح الممثل ياسين بوجملين هو الآخر أنه كان له حضور متميز بحياة الراحلة، حيث وروى كيف تعرف عليها عندما كان شابا صغيرا، ويرى أن الحديث عن فتيحة لا يستوجب فقط التطرق لحياتها المهنية بل لحياتها الشخصية أيضا. ومضى بالقول "الذي يعرف النجمة عن قرب يكتشف فيها الأخلاق وطبيعتها الحساسة التي تتميز بها فتيحة بربار". ومن جانبها، ذكرت الفنانة بهية راشدي حديثا جمعها بالراحلة، "قالت لي يوما.. أحب فني وأحب مهنتي.. وهذا العالم الشاسع الذي لا يعرف حدودا، فأنا أرتبك أمام الكاميرا وكأنه أول ظهور لي نظرا لأني أحب هذه المهنة فكانت دائما تقول لي بأنها واصلت العمل في مجال الفن بعد التوازن الذي وفره لي زوجها"، وتضيف راشدي أن بربار رحلت ولكن ستضل أعمالها خالدة بالفن الجزائري بأعمالها وصدقها . من ناحية أخرى، عبرت الفنانة حفيظة بن ضياف عن مدى أسفها لفقدان المرحومة والتي تعتبرها أكثر من صديقة، حيث تسرد تفاصل لقاءها بها أول مرة بالإذاعة الوطنية في 1967 عندما كانت تشرف على فرقة الأغاني للأطفال، وكانت هي من بينهم والتي كانت بإشراف جيلالي حداد وزهرة عبد اللطيف، لهذا –تضيف- "كنا نلتقي كل خميس ونقدم أغاني وأناشيد للأطفال، فالكل كان متعلق بطيبتها وأخلاقها ومعاملتها للجميع". وذّكرت الحضور بأهم الأعمال التي جمعتهما معا مثل فيلم "خالتي جوهر" و"صف وعائلة" و"الانحراف" و"الهجرة" و"البذرة"، إلى جانب عدة أعمال أخرى. وتقول الفنانة آمال حيمر هي الأخرى عن الراحلة إن بدايتها الأولى بعالم الفن كانت مع فتيحة بربار، حيث كانت هاته الأخيرة فأل خير عليها، وذلك من خلال مسلسل "قلوب ضيقة" الذي كان سنة 1992، مضيفة أنها من خلال نصائحها الثمينة والتي كانت تعتبرها أمرا مهما بالنسبة لفنانة مبتدئة آنذاك. وتوضح المتحدثة "أستطيع القول إن السيدة فتيحة قدوة حسنة للفنان المثالي الجزائري، ولطالما اعتبرتها أمي الثانية وصديقتي العزيزة، فهي فنانة شاملة استطاعت أن توازي بين حياتها الخاصة والمهنية وهو ما يعد بالأمر الصعب فعلا خصوصا عندما يكون هناك أولاد يحتاجون إلى رعاية.. لطالما شعرنا بأنها قريبة للفن، حيث كانت تردد كثيرا بأنها ما تزال قادرة على العطاء بمجال الفن".