سبر للآراء قدمه خلال رمضان معهد عباسة، يقول إن نصف الجزائريين تقريبا لا يصومون الشهر لأسباب شتى أهمها المرض المزمن ! وبعدها صدر سبر آخر للآراء يؤكد أن 90 من الجزائريين يرغبون في العمل في الشركات الدولية وبعدها مباشرة تطالعنا بعض الجرائد فيما يشبه سبرا للآراء، يجزم بأن الجزائريين يحسون بأنهم أبناء السيدة عائشة رضي الله عنها! وهذا على خلفية فتوى الإمام الأكبر في إيران حين دعا متطرفي الشيعة إلى الكف عن القدح والذم في شخصية زوجة رسولنا الكريم. سبر الرأي الأول، هناك من صبر عليه ولم يصدقه ليس لأن العدد من أكلة ومنتهكي حرمة الشهر الفضيل كبير، وإنما لكون الجزائري عموما يحرص أن يصوم ولو كانت به علة. في حين أن الثاني يصلح أن يكون شعارا من بقايا شعارات ''الثورة بالشعب وإلى الشعب''، حتى يشبع فالبلاد، التي تخنقها البطالة بسبب تعطل آلة إنتاج الخيرات وتحرك آلة إنتاج البشر تواجه وضعا لا تحسد عليه، يجسده قطاع عمومي مشلول وآخر خاص معلول وشركات دولية. كما في الصحراء تمارس الاستعباد في غياب دولة! وعندما يضاف إلى تلك الآراء الباهتة وهي عينة مقدمة على سبيل المثال وليس الحصر فكرة جديدة تدخل في اهتمامات الجزائريين، على كثرة مشاكلهم الحقيقية والمفتعلة والمبتكرة، بعبء تحمل الدفاع عن السيدة عائشة التي عادة هؤلاء يحسون أنفسهم أبناءها مرة واحدة، بدل الاهتمام بأمهاتهم، فإن ذلك أمر يدعو للضحك خاصة هذه الأخيرة لم تنجب أصلا! وهؤلاء يدخلون في معركة مع غلاة الشيعة في الوقت بدل الضائع بعد أن أفتى أمامهم بحرمان ذكرها بسوء! ومعنى هذا أن معظم تلك الآراء تصب في خانة مطاردة طواحين الوهم، كما هو حال دون كيشوت في الرواية الإسبانية الشهيرة أو أنهم كحال العرب جميعهم حين يهربون من الواقع للخيال أو يعودون لعهد جدة جدتي التي حكمت السارق من أذنه!