برقيات عاجلة تطلب رفع درجة اليقظة والحذر وتشديد المراقبة شرعت وزارة الدفاع الوطني في نقل تعزيزات عسكرية جديدة قوامها نحو3 آلاف جندي لإحكام قبضتها على المنافذ الحدودية مع ليبيا ومالي والنيجر. وتتولى وحدات خاصة تابعة للجيش تحويل معدات ثقيلة إلى مواقع متقدمة على الجبهة الحدودية موازاة مع نقل عدد من الطائرات العمودية الهجومية، إلى قواعد تم إحداثها في أقصى الجنوب الذي يشهد "تصعيدا منقطع النظير في محاولات إدخال شحنات من الأسلحة الحربية والمتفجرات" على مدار الأيام الماضية. وفي الغضون شنت وحدات أمنية حملة اعتقالات واسعة ضد مشبوهين لضبط الحدود وإحكام السيطرة على الممرات السرية التي يرتادها الإرهابيون والمهربون في عمق الصحراء وسط مخاوف من هجمات إرهابية مركزة على مرافق ومنشآت حيوية. وأفادت وزارة الدفاع الوطني بأن مفرزة للجيش الوطني الشعبي تابعة للقطاع العملياتي أدرار بإقليم الناحية العسكرية الثالثة أحبطت أمس محاولة جديدة لإدخال كمية من الأسلحة والذخيرة. وذكر بيان للوزارة أن"العملية تمت إثر دورية استطلاعية لأفراد الجيش الوطني الشعبي قرب الشريط الحدودي المالي الجزائري وأسفرت عن اكتشاف مخبأ يحتوي على مسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف وثلاث بنادق تكرارية ومقذوفتين صاروخيتين وكمية من الذخيرة". وقبلها بيوم واحد، أحبط الجيش مخططا لإدخال كمية من الأسلحة والذخيرة، عندما اكتشف مخبأ للأسلحة بولاية تندوف الحدودية الواقعة جنوب غرب البلاد. وقالت وزارة الدفاع في بيان وصلت "البلاد" نسخة منه إن "دورية استطلاعية لأفراد الجيش قرب الشريط الحدودي بمنطقة الشناشن الواقعة جنوبي شرق تندوف، اكتشفت ظهر الخميس المنقضي مخبأ يحتوي على مسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف، وبندقية رشاشة من نوع "اف أم بي كا" ومسدس من نوع "فالكون"، وعشرة مخازن ذخيرة تحتوي على 155 طلقة". وتأتي هذه العمليات، بعد تلك التي تم تسجيلها قبل يومين ونقلت "البلاد" تفاصيلها في حينها بمنطقة تيريرين أقصى جنوب البلاد، التي مكنت من اكتشاف مخبأ آخر يحتوي على كمية هامة من مختلف أنواع الأسلحة الحربية والذخيرة والمتفجرات. وذكر مصدر أمني عليم في تصريح لÇالبلاد" أن التعزيزات العسكرية الجديدة تعد رابع دفعة كبيرة تُرسَلها وزارة الدفاع الوطني في ظرف أقل من سنة لمراقبة الشريط الحدودي مع ليبيا ومالي والنيجر، إذ لاحظت الحكومة الجزائرية انفلاتاً أمنياً مفاجئاً في تلك المنطقة في الأسابيع الأخيرة ترجمته إجهاض عشرات محاولات تهريب الأسلحة والمتفجرات، وأوقفت خلالها مئات الأشخاص بين إرهابيين ومهربين من جنسيات إفريقية مختلفة خاصة من النيجر ومالي وتشاد. وترافق التعزيزات العسكرية الأخيرة مع اعتقال مجموعة مهربين أحدهم جزائري والبقية ليبيون وحجز سيارة رباعية الدفع، في مكمن نصبته قوى الأمن في منطقة تين خريفان في ولاية إليزي (الحدودية مع النيجر وليبيا). وحجز الجيش في عملية أخرى، سيارتين رباعيتي الدفع وسيارة سياحية وكمية من المواد الغذائية كانت معدّة للتهريب، وأفاد مصدر عسكري بأن التعزيزات العسكرية التي وصلت إلى المنطقة ستُدعَّم بطلعات جوية لتأمين الحدود ومنع تسلل العناصر الإرهابية إلى المنطقة. وأشار المصدر ذاته إلى إقامة مراكز أمنية متقدمة للجيش في تيمياوين، إضافة إلى نصب كاميرات وأبراج مراقبة على طول الشريط الحدودي الرابط بين منطقتي الخليل وتيمياوين، فضلاً عن تشديد الإجراءات الأمنية على الطرق البرية. كما أطلق جهاز الاستعلامات التابع لقيادة الجيش حملة لتحسيس الجزائريين بضرورة التبليغ عن المشتبه بهم والمتسللين الأفارقة والمقيمين بطريقة غير شرعية في الجزائر. وأفادت معلومات أمنية بأن الحكومة الجزائرية أرسلت برقية عاجلة إلى القيادات الأمنية توقعت فيها شنّ "عمليات إرهابية" مصدرها جماعات ناشطة في منطقة الساحل، وطالبت برفع درجة اليقظة والحذر وتشديد المراقبة على الحدود.