عاش أمس مركب الحجار أجواء ساخنة من الغليان العمالي، بسبب توقف مئات العمال بصفة ''عفوية'' عن العمل على مستوى وحدتي الدرفلة على الساخن والبارد، وامتدت موجة التمرد لتشمل العديد من الورشات الأخرى على غرار المفولذة الأكسيجينية والفرن العالي. وذكرت مصادر نقابية تحدثت ل ''البلاد''، أن المحتجين رفعوا شعارات مؤيدة للمكتب التنفيذي للنقابة الذي يقوده الأمين العام، إسماعيل قوادرية وطالبوا بتدخل المديرية العامة لإعادة فتح مكتب النقابة المغلق منذ الأحداث الدامية التى اندلعت بين جناحي قوادرية وبوراي في الفترة الأخيرة. وأضافت المصادر أن العمال المضربين تجمهروا بعدها أمام مقر المديرية العامة احتجاجا على ما أسموه ''ضعف التغطية الأمنية داخل المركب واستمرار حالة الاحتقان العمالي والنقابي بشكل أصبح يهدد سلامة العمال''. كما طالب الغاضبون بإنهاء حالة ''السوسبانس'' بخصوص المحادثات بين المستخدم والشريك الاجتماعي، مطالبين بالعودة الفورية لطاولة المفاوضات بين الإدارة وممثليهم النقابيين للدفع بأرضية المطالب حول الزيادة في الأجور والمنح والعلاوات ومراجعة الاتفاقية الجماعية نحو التطبيق في أقرب الآجال. وقد أمهل المضربون إدارة الفرنسي فانسون لوغويك الى غاية العاشر أكتوبر الجاري للرد على أرضية مطالبهم قبل الشروع في إضراب مفتوح يشل مركب الحجار. وكادت الأمور أن تأخذ منعرجا أخطر بعد تدخل معارضي قوادرية على الخط محاولين ''كسر'' الإضراب المفاجئ، حيث اندلعت مواجهات متقطعة سرعان ما سيطر عليها أعوان الأمن الداخلي دون أن يستدعي ذلك تدخل وحدات الدرك الوطني. على صعيد آخر، تظاهر عشرات العمال الذين انتهت مدة عقود عملهم مع شركات المناولة بعد رفض المديرية العامة تجديد العقود مع أصحاب تلك الشركات. إلى ذلك نزل مئات العمال الموالين لرئيس لجنة المشاركة إلى وسط مدينة عنابة واعتصموا أمام المقر الولائي للمركزية النقابية احتجاجا على ''تأخر الأمين العام للمركزية النقابية في اتخاذ إجراءات عملية لانهاء الصراع النقابي بمركب الحجار، مطالبن برحيل المجلس النقابي وإعادة الانتخابات لتشكيل تركيبة نقابية جديدة.