استغرب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، الخرجة الإعلامية الأخيرة التي وقعها رئيس الجمهورية الأسبق، الشاذلي بن جديد، في تصريحات لجريدتين يابانيتين حول أحداث أكتوبر والحركة الاسلامية والمسألة الأمازغية في الجزائر، مؤكدا أن ''شهادة الرئيس الشاذلي مهمة لتأريخ مراحل وتحولات هامة عاشتها الجزائر، غير أنني أستغرب تصريحاته الأخيرة المنسوبة إليه، بل وأشك حتى في صحتها إن لم تكن تحاملا صحفيا مركزا على هذه الشخصية المفتاحية في تلك المرحلة، حيث كان رئيسا للجمهورية وأمينا عاما لجبهة التحرير الوطني لذلك فإن شهادته في غاية الأهمية حول ما حدث''·وذكر بلخادم على هامش افتتاحه للندوة الجهوية التكوينية الأولى للشباب الخاصة بولايات الشرق بقصر الثقافة محمد بوضياف بعنابة أن ''أحداث 5 أكتوبر 1988 لم تكن من أجل التعددية كما يدعيه البعض وإنما هناك أطراف وظفت تلك المظاهرات لتضرب مصداقية جبهة التحرير الوطني والمجاهدين والجيش الشعبي الوطني، مضيفا في نفس السياق أن تلك الأحداث ''لم تكشف بعد عن كامل أسرارها الغامضة، حيث لا تزال العديد من مناطق الظل تلف كثير من الناس ويتساءلون عن أحداث أكتوبر ومبرراتها ودوافعها أو حتى نتائجها، وما حدث هو أن هناك قراءات مختلفة من تيار سياسي إلى آخر وداخل كل تيار سياسي تتباين الآراء بحكم المسؤوليات الموزعة وموقع كل فرد في تلك الفترة أو بعدها''·وتناول عبد العزيز بلخادم بشرح مستفيض الظروف والتطورات الاقتصادية الصعبة التي شهدتها البلاد مع نهاية الثمانينيات، حيث أكد أن ''دستور 1976الذي كرس السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وأسند الوظيفة السياسية لجبهة التحرير جاء في ظرف سياسي واقتصادي ملائم، بينما جاء دستور 1986 بتغييرات كثيرة وبدأ العمل بمخطط لمواجهة الندرة وإعادة هيكلة النسيج الصناعي، إلى حين تفاقم الأزمة الاقتصادية بسبب انخفاض أسعار النفط إلى ما دون 9 دولارات للبرميل، حينها وظفت أطراف كانت تستفيد من الريع تلك الوقائع وأشعلت نيران الاحتجاجات وأطّرت المظاهرات الشعبية إعلانا لأحداث أكتوبر سنة 1988 داعيا في نفس الإطار ''الوجوه التي عايشت تلك المرحلة للخروج عن صمتها لكشف الحقائق المرتبطة بأحداث 5 أكتوبر ,1988 لأن ما حدث ليس بالانتفاضة وليس بالثورة، لأن هناك أحداثا سبقت تلك الواقعة على غرار الندرة الحادة في المواد الغذائية وكذا عملية الشحن الواسعة التي مارستها بعض الجهات التي تنكرت للأفلان لتعبئة الشعب والخروج به في مظاهرات وأرادت أن يكون هناك صدام بين الجيش والمدنيين، مستهدفة بذلك الجبهة والمجاهدين والمؤسسة العسكرية المولودة من رحم جبهة التحرير الوطني·