أحصت الجزائر 1281 طفلا ضحية اعتداء عنف واغتصاب خلال الثلاثي الأول من سنة 2015، منها 556 عنفا جسديا و372 عملية اغتصاب، الى جانب تسجيل حالات حمل لدى فتيات أقل من 18 سنة، إذ يعرف هذا النوع من الجرائم ارتفاعا محسوسا، مما دفع بمنظمة الأممالمتحدة للطفولة إلى إطلاق "اليونيسيف" حملة جديدة تحت شعار "طفولة بدون صمت بدون عنف.. ما تسكتوش!". كشفت عميدة الشرطة رئيسة المكتب الوطني لحماية الطفولة والمرأة بمديرية الشرطة القضائية، خيرة مسعودان، عن تسجيل 1281 طفلا ضحية العنف والاغتصاب خلال الأشهر الثلاثة الأولى لهذه السنة، منها 372 عملية اغتصاب، معظمها يكون فيها المتهم من أفراد العائلة، والتي أدت الى تسجيل حالات حمل لدى فتيات أقل من 18 سنة، مشيرة إلى أن هذه الإحصائيات تضم الحالات التي قامت بإبلاغ مصالح الأمن تم التحقيق فيها، فيما تبقى الأرقام الحقيقية أكثر بكثير، حيث إن العديد من الضحايا يعانون في صمت بسبب الخوف والتهديد، ومنهم من لا يملكون أدلة كافية لإثبات الجريمة. وأضافت خلال ندوة صحفية نظمت أمس بمناسبة إطلاق حملة جديدة للتوعية بخطورة العنف ضد الطفل برعاية اليونيسيف، بالمركز الثقافي للإذاعة الوطنية عيسى مسعودي، والتي عرفت مشاركة ممثلين عن وزارة التضامن الوطني والأسرة، الأمن الوطني، المجتمع المدني، مركز حقوق الطفل ومنظمة اليونيسيف، أن هذا النوع من الجرائم عرف ارتفاعا محسوسا بسب الانفتاح الإعلامي وشبكة الإنترنت وغياب الوازع الديني والأخلاقي، منوهة بالدور الهام الذي تلعبه الشرطة القضائية في محاربة الظاهرة، والتي تعمل بالموازاة مع الطب الشرعي على تقديم المتورطين إلى العدالة. وكشف تحقيق أجري على 200 ألف طفل عبر ولايات الوطن، أعمارهم تتراوح بين 12 و15 سنة، عن تعرض 86 بالمائة منهم لعنف جسدي ومعنوي خلال أسبوع واحد، والذين يحتاجون الى مرافقة بسيكولوجية للحد من تأثير الظاهرة عليهم. فيما دعا ممثلون عن جمعيات خاصة بحماية حقوق الطفل، إلى ضرورة نشر الوعي الاجتماعي والثقافي لدى المجتمع الجزائر، وإحياء ضمير المواطنين للتغلب على آفة العنف والاغتصاب. وأشاروا إلى أن الوصول إلى "0 عنف" شبه مستحيل إلا أن تضافر الجهود برعاية اليونيسيف يمكن أن يصنع الكثير ويعمل على تخفيض النسبة تدريجيا، مشددين على أهمية التكفل بالضحايا ومعاقبة المتورطين بتطبيق القوانين بصرامة على أرض الواقع.