كلف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، عضو المكتب السياسي المكلف بالشباب والطلبة، عبد القادر زحالي، الذي حل بغرب البلاد في مهمة لتهدئة الوضع الملتهب في عدة محافظات جديدة لم تنطلق بعد في نشاطها، بفعل المعارضة الشرسة التي تتلقاها من القسمات الغاضبة عليها كما هو الشأن بالنسبة لمحافظة سبدو بجنوبتلمسان، وقد تفادى الأمين العام للأفلان تكليف معزوزي بهذه المهمة على إثر الفوضى والاحتجاجات التي رافقت إشرافه على هيكلة المحافظات الجديدة، ما أدى إلى بروز معارضة داخلية في الحزب شوشت على تحضيرات سعداني للمؤتمر العاشر، ومن شأنها التأثير على الأحداث ما بعد الحزب إن لم تتدارك قيادة الأفلان الوضع، يقول أحد أمناء القسمات الغاضبة على قرارات سعداني بتلمسان. والتقى عبد القادر زحالي اليوم الجمعة مع مناضلين وأمناء 7 قسمات من جنوب الولاية ومنتخبين بالمجلس المحلية والمجلس الولائي عن الأفلان، المعارضين للأعضاء الذين عينهم معزوزي لتسيير محافظة سبدو، بعضهم ينتمي لأحزاب حمس والأفانا وحتى مناضلين سابقين في الفيس المحل، و آخرون نشطوا حملات معارضة لبوتفليقة في الرئاسيات الأخيرة وجدوا أنفسهم في قيادة المحافظة الجديدة للحزب، ما أثار غضب المناضلين. وقد ألغى عبد القادر زحالي زيارة لسبدو للاجتماع بالقسمات بعدما أبلغته مصالح الأمن بوجود تحركات للمعارضة قد تصل حد اقتحام المنزل وحرق السيارات المركونة التابعة لوفده بسبدو، ما دفعه إلى لقاء المعارضة بمقر محافظة تلمسان والاتفاق على أن يتم التعامل مع القسمات الشرعية وليس مع أعضاء المحافظة فيما تعلق بالتحضير للمؤتمر. فيما تطالب المعارضة بأن يتم حل اللجنة المؤقتة التي عينها معزوزي بطريقة انفرادية خارج إطار التشاور و إلا فإن سبدو ستظل ممنوعة على هؤلاء الذين لا علاقة لهم بالأفلان. وعرفت المدينة تعزيزات لقوات مكافحة الشغب التي قدمت فجر يوم الجمعة قبل أن تنسحب بعدما ألغى مبعوث سعداني اجتماعاته بسبدو ، وقد لقيت وعوده استحسان المعارضة. ويقوم مبعوث سعداني بزيارة إلى وهرانوتلمسان وغيرها من الولايات التي عرفت إعادة هيكلة جديدة، حيث يحاول تهدئة الغاضبين والعمل على التنسيق مع القسمات الشرعية فيما يخص التحضير للمؤتمر تفاديا لأي صدام من شأنه أن يزيد من اشتعال الوضع داخل الحزب العتيد. ويتساءل الكثير من مناضلي الأفلان عن الدوافع التي تجعل بعض القياديين يحاولون تشبيب الأفلان عموديا بإدخال عناصر مناوئة للحزب تبحث فقط عن التموقع وركوب قوائمه في الاستحقاقات. بينما يتم الرمي بالمناضلين المعروفين وإقصائهم و اتهامهم بشتى النعوت بما في ذلك البلطجة عندما يدافعون عن حقهم في هياكل الحزب التي تعرف هشاشة في تركيبتها ناتجة عن سياسة الإقصاء، يقول أحد المناضلين من الأفلان.