أكدت مصادر موثوقة ل ''البلاد''، أن الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد ''لم يُدل أبدا بما تناقلته وسائل إعلام محلية وأجنبية هذا الأسبوع''، في إشارة إلى بعض الملفات الحساسة التي طُويت صفحاتها منذ زمن منها الأزمة التي عاشها الجزائريون طيلة عشرية سوداء، حيث تحاول هذه الجهات -حسب المصادر ذاتها- ''مجددا زعزعة وضرب استقرار الجزائر لا سيما فيما يتعلق بمسألة القضية الأمازيغية''. وأفادت مصادرنا نقلا عن مصادر مقربة من الرئيس أن ''مواقف بن جديد كانت دائما ثابتة وصريحة، ولم تتغيّر، منها على سبيل المثال المسألة الأمازيغية، حيث تمسك الشاذلي طوال مشواره السياسي بموقفه الشجاع''، حيث يقول بن جديد ''إن الجزائر أمازيغية عرّبها الإسلام''، وإلى هذا الحدّ يعتبر تفكير الشاذلي تفكير جميع الجزائريين عبر التاريخ والعصور، فمن منا لا يعرف أن الجزائر وباقي دول شمال إفريقيا كانوا قبائل يتحدثون مختلف اللهجات المكونة للغة الأمازيغية قبل مجيء الإسلام ومع الفتوحات الإسلامية رحّب شعوب المنطقة بالإسلام والفاتحين وتعلموا اللغة العربية، وسجّل التاريخ هذه الأحداث وأرّخ لجميع مراحل تطور هذه الشعوب. وأشارت المصادر ذاتها في إطار متصل أن ''الشاذلي بن جديد لا يُمكن الشك في مواقفه التاريخية، فكيف يُعقل أن يتخلى صاحب المقولة المشهورة ''أنا أمازيغي عرّبني الإسلام'' عن هذا النهج في يوم من الأيام، ولسوء حظها، تضيف، أخطأت تلك الجهات التي تحاول ''إشعال نار الفتنة في استهداف بن جديد أو ضرب استقرار الجزائر''، بإسناد تصريحات كاذبة تزعم فيها أن الشاذلي قال في تصريحاته لباحثين يابانيين قدما للجزائر قصد إعداد كتاب حول الوضع في الجزائر سنوات التسعينيات، أن ''اللغة الأمازيغية لا تعدّ مكونا من مكونات الهوية الوطنية. ويرى المتتبعون لتداعيات هذه التصريحات المقصودة التي جاءت في وقت مدروس تزامنا وأحداث ال 5 أكتوبر 1988 أيام حكم الشاذلي، قصد إثارة الفتنة وزرع الشكّ في نفوس الجزائريين بخصوص نوايا السلطة خاصة أبناء منطقة القبائل. وأضاف المحللون في هذا الشأن أنه ''لا بدّ من ردّ فعل قوي من طرف السلطات الجزائرية ووسائل الإعلام الجزائرية، لوقف هذه المهازل التي منذ أن نشرت يومية وطنية محتوى الكتاب الذي أعدّه الباحثون اليابانيون، وجدت القنوات الأجنبية المعروفة بعدائها للجزائر واستغلال أدنى فرصة للنيل من سمعة شرفاء الجزائر، أبوابا واسعة للتحليل وتضخيم حجم التصريحات متمسكة بالتصريحات المزعومة الملفوفة ضدّ شخص الشاذلي بن جديد، وأشارت المصادر ذاتها المتتبعة إلى أن ''الاستمرار في نشر المغالطات وفتح أبواب التعليق عليها من شأنه المساس بأمن البلاد وزعزعة استقرارها''. وأكدت أوساط واسعة أن الحل الوحيد لوقف جميع المغالطات والتزوير العلني لتاريخ الجزائر على وجه الخصوص في المرحلة المعروفة بالعشرية الدموية، هو حسم الأمور وإسراع الرئيس بن جديد في نشر مذكراته التي تؤرخ حقيقة هذه الفترة. تجدر الإشارة إلى أن وسائل إعلام وطنية وأجنبية هذا الأسبوع نشرت تصريحات، استنادا إلى الكتاب الذي نشره كل من الباحثين اليابانيين ''كيسايش ماساتوشي'' و''واتانابي شوكو''، أسندت للرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، تتعلق بمسألة الهوية الوطنية، المسار الانتخابي 1992 ونظام الحكم في الجزائر بصفة عامة.