فاز الكاتب التونسي شكري المبخوت بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) في دورتها الثامنة عن روايته "الطلياني" حيث كشفت لجنة التحكيم عن اسم الفائز بالجائزة مساء أمس، في حفل أقيم بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي. وسيحصل المبخوت على جائزة نقدية بقيمة خمسين ألف دولار، تضاف إلى عشرة آلاف ينالها كل كاتب تمكن من الوصول إلى سباق القائمة القصيرة المكونة من ست روايات، كما سيحظى الفائز بفرصة ترجمة روايته إلى الإنجليزية، إلى جانب تحقيق مبيعات أعلى للرواية والحصول على تقدير عالمي. وكانت الرواية نفسها قد فازت يوم 25 أبريل/نيسان الماضي بجائزة "الكومار الذهبي" للرواية التونسية الصادرة بالعربية في دورتها ال19، حيث قال المبخوت إن الرواية التونسية تشهد نهضة حقيقية قد تؤهلها للتربع على عرش الرواية الأدبية العربية قريبا، موضحا أن روايته "تعالج عدة قضايا وتبحث عن الوجع الإنساني لتلامس الحياة والواقع التونسي بكل تفاصيله". وتدور أحداث الرواية حول حياة طالب يساريّ (عبد الناصر الطلياني) الذي كان فاعلا وشاهدا في الجامعة التونسية وخارجها أواخر عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وبداية عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وتتناول الرواية أحلام جيل نازعته طموحات وانتكاسات وخيبات في سياق صراع بين الإسلاميين واليساريين ونظام سياسي ينهار. وقالت لجنة التحكيم برئاسة الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي في حيثيات الفوز إن "بداية شكري المبخوت كصاحب رواية أولى مدهشة كبداية روايته ذاتها". ووصفت الرواية في بيانها بأنها "رحلة في عوالم الجسد والبلد، الرغبة والمؤسسة، والانتهاك والانتهازية، وتناول بارع لارتباك العالم الصغير للأفراد والعالم الكبير للبلاد". وأضافت اللجنة أن الرواية تكشف "الغطاء عن ملامح مجتمعها التونسي" وأنها تباغت معظم القراء العرب "بما يجسد ملامح مجتمعاتنا أيضا" كما وصفتها بأنها عمل فني يضيف للمنجز الروائي التونسي والعربي ويتعلق به القارئ منذ سطره الأول حتى سطره الأخير. وقد ضمت القائمة القصيرة لهذا العام كلا من "حياة معلقة" للفلسطيني عاطف أبو سيف، و"طابق 99" للبنانية جنى فواز الحسن، و"ألماس ونساء" للسورية لينا هويان الحسن، و"شوق الدرويش" للسوداني حمور زيادة، و"ممر الصفصاف" للمغربي أحمد المديني، إضافة للرواية الفائزة بالجائزة اليوم. يُشار إلى أن القائمة القصيرة للروايات الست قد اختيرت في جانفي الماضي من بين 16 رواية كانت تشكل القائمة الطويلة منها، وسبق أن اختيرت القائمة الطويلة من بين 180 رواية مرشحة للجائزة من 15 بلدا. وتنظم الجائزة سنويا بالشراكة مع مؤسسة جائزة بوكر البريطانية في لندن، وبدعم من هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة في الإمارات، وقد فاز بدورتها الأولى عام 2008 الروائي المصري بهاء طاهر.