البيان الختامي لقمة العرب خرج بختان جماعي للقادة العرب، والخاتن رئيس لم يمنع لسانه السليط من فضح خادم الحرمين وزمرة القاعدين في ركاب الأمة ليقول لهم إنه أمير المؤمنين وملك السند والهند وزعيم إفريقيا ورئيس الأولين والآخرين، ومن يعترض على منصب ربكم الأعلى الذي استحوذ عليه القذافي، فما عليه سوى الاستدانة من ناقلات الجو الأمريكية والبريطانية لاستعادة إمارته وتاجه بعدما نزعهما القذافي عن الملأ الأعلى والأسفل و"طز في أمريكا وخدام أمريكا".. ما يحفظه التاريخ لمجنون بني عجل أنه كان رجلا حكيما، فرغم أنه اتهم الحجاج بأنه أشر الخلق وأقبحهم، غير مدرك بأنه يخاطب الحجاج ذاته، إلا أنه استطاع أن ينجي عنقه من قدر السياف بعدما احتمى بالجنون الذي يأتيه بين الحين والحين ليصبح آية في النجاة من سطوة الحجاج ويدخل التاريخ مع نفس الحجاج، كونه نجا من أمريكا ومن حجاجيها من الحكام حينما لبس الجنون الذي يزاوج بين المصالحة وبين قذافي بصق على غريمه ليحضنه بعدها ويربت على كتفه، كاشفا له أن البصق في الوجه والركل على المؤخرة جزء لا يتجزأ من فصول المصالحة العربية.. بغض النظر عن حكاية العمرين، عمرو موسى وعمر البشير اللذين تم تجاهل مصيرهما في قمة الأعراب، كون الأول محبوب بشدة والثاني مطلوب في ردة لدى نفس الطرف اليهودي، فإن ما فعله القذافي من بصق لم يكن موجها لملك السعودية بشخصه، بقدر ما كان موجها لكافة أصحاب المعالي الموجودين، فالبصق كان من نصيب الملك ورذاذه لامس وجوه بقية المملوكين وكلكم في بصق القذافي وفي عبادة أمريكا سواء.. القذافي بتأميمه للحكم من المحيط إلى الخليج، أشهد الكون بأن الكائن العربي لا يحتاج إلى انتخاب ولا إلى صناديق اقتراع حتى يكون ملكا أو رئيسا ويكفي التمني ويكفي ميكرفون وصورة متلفزة لكي يصوت الرئيس على أنه الرئيس وأهلا بالقذافي وغيره ملكا مفدى على من يشاء وقت ما يشاء، فإفريقيا له والصومال له ولملك الكعبة رب أمريكي يحميه من حجاجها و"عجاجها".